ليست إرادتك

يقولون أنك إذا أردت شيئا فإنك تسعى نحوه ولو بنواجذك ..
والحقيقة أنهم يسعون بنواجذهم للحفاظ على حكمك .. وسلطتك .. ويعملون على ضمان سلامة مفاوضات السلام واستمرارها ..
ليس جديد علينا ان نرى الوفاء المطلق لأشخاص يمثلون المفسدة العظمى .. هكذا تحمي الصهيونية رموزا أوجدتها وتركت لها العنان لتعيث فسادا في بلادها من نهب وسرقة لممتلكات شعوبها وإذلالها وتغييبها عن الحضارة ومنجزاتها مقابل العمل على تعزيز فكرة السلام الدولي القائم على سرقة حقوق الأمة وتغييب ذهنيتها وتكبيل إرادتها.
مضى الآن إحدى عشر يوما على التظاهرات المصرية في ساحة التحرير .. وتحدث الجميع عن ضرورة انتقال السلطة بشكل سلمي .. للحكومة الأجدر والتي تمثل السواد الأعظمي من الشعب ، لكن لم يحدث شيء بعد والأعذار كثيرة :
- فالدستور الذي يحتاج لتعديل يحتاج لحكومة جديدة تعمل على تعديله والبديل غير موجود نظرا لتصفية القيادات وتدجين الشعب
- والدولة التي يجب أن تقوم على أنقاض سابقتها لا تمتلك القدرة على النهوض إلا بعد ان تطيح بمجلس الشعب والنواب المزورين
- والشعب يحتاج للحرية التي حجبتها عنه صلاحيات الأجهزة الاستخباراتية والأمنية ذات النفوذ .. لطالما كان من الصعب بلوغ حقيقة الحرية في مجتمعاتنا النامية
- ورؤوس الاموال التي تم سرقتها وتهريبها من الصعب إعادتها كونها أصبحت جزءا من النظام النقدي الدولي
- وعملية الاصلاح التي تنادي بها أي حكومة لم تعد مسألة حقيقية يعتد بها كونها وسيلة تخدير عالية المفعول سرعان ما يتم تناسيها بعد أن يذوق الجائع طعم الموائد الحكومية الشهية والخيرات المجانية .
والشعب الذي أمضى ليالي وأيام يعيش نبض الثورة السلمية جعلته الدولة اللقيطة اسرائيل في دائرة التصفية ، فهذا الشعب ينبئ بالخطر ، وما امام المجتمع الدولي إلا دعم الحكومة القائمة والتغاضي عما يجري ، لأن هذه الحكومة هي الوحيدة القادرة على حماية تواجدها.

باختصار ليست إرادتك يا حسني .. فأنت لم تكن إلا دمية يعبث بها أصحاب القرار الدولي .. ومطلوب منك أن تلتزم الصمت وتستمر به فلم يحن الأوان بعد لإزالتك حيث لم يتم الإعداد لبديل يقبل بالسعر المطروح .