ليست دعوة للفتنة ج 2
صفحة 1 من اصل 1
ليست دعوة للفتنة ج 2
لا يختلف اثنان في أن الأمة العربية تمر بمرحلة شبيهة بعنق الزجاجة ، فهي من جهة تعاني مختلف أشكال التردي في الوضع الداخلي ، ومن جهة أخرى يتم التآمر عليها من الخارج وهذا التآمر له جذور تاريخية ، رغم امتلاكها كل مقومات البقاء كقوة فاعلة وفي مقدمتها الحضارة الإسلامية كموروث والثروات على اختلافها ..
وفي سياق حديثنا عن المؤامرة ، وهي واقع ملموس ، فإننا لا بد وأن نشير بأن الغرب الذي كان سابقاً يطمع بالثروات والنفوذ وتقاسم القارات ، لم يعد هو الغرب القديم ، لأنه امتلك كل شيء ، وصراعه القديم على تقاسم النفوذ والثروات بات قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح صراعاً على استدامة امتلاك مسببات النفوذ والثروة ، وهذه إشارة واضحة إلى دخول جهات جديدة غير غربية في صراعها على تقاسم هذه التركة المريضة التي خلفتها الدولة العثمانية .
في الحقيقة لم يعد الخوف من النفوذ الأمريكي أو الغربي هو هاجس المواطن العربي حيث أن واقعه السياسي أصبح مرهوناً لهذه القوى ، لكن الخوف الأكبر والذي بات أكثر أرقاً لذهنية هذا المواطن هو توسع النفوذ الإيراني وتماديه في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ، حيث أن تبني هذه الدولة للمذهب الشيعي جعلها وبحكم الواقع الراهن خطراً يتهدد استقرار المنطقة ، وخاصة بعد أن انتقلت من مرحلة الدعوة للتشيع بالسر إلى مرحلة الدعوة العلنية للتشيع ومن الحرب الخفية ضد المذهب السني إلى الحرب العلنية .
تغيرت آليات الصراع العالمي ، وانتقلنا من مرحلة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي سابقاً وأمريكا ، إلى مرحلة الحرب ضد الإرهاب ، وتحول الإسلام إلى عدو أممي نظراً لما يحمله من أفكار عدائية ضد غير المسلمين ، هكذا تم تصوير الإسلام في وسائل الإعلام الغربية ، وبهذا الإعلام تم احتلال العراق ومن قبله أفغانستان ، وتم إخضاع المنطقة بكاملها لإملاءات وشروط القوى النافذة في المنطقة ، لكن الجديد في الأمر أن الصراع الدولي بدأ في تغيير جلدته ، حيث انتهج سياسة الحلفاء ، لطالما أنه عجز حقيقة في الحد من نمو التيار الإسلامي حتى في أراضيه ، وعجز عن تحقيق أهدافه في لبنان وفي فلسطين والسودان ، فلجأ إلى سياسة تدمير الإسلام من الداخل ، وهذا ليس بالغريب أن يجعل من إيران حليفه الاستراتيجي لطالما أن للأخيرة أطماع في بناء إمبراطورية فارس ذات الطابع الإسلامي الخميني .
ولكي لا نجدف بعيداً ويتهمنا البعض بممارسة رياضة الشطحات الفكرية التي يمتاز بها الإعلام العربي اليوم ، سأحاول استعراض بعض النقاط التي تمثل بكل أبعادها نموذجا متميزاً لتحالف الغرب مع إيران في سبيل إحكام السيطرة على الأمة العربية ومقدراتها :
1- في العراق : تم تسريب عدد كبير من الوثائق السرية التي كانت تشير بكل وضوح إلى تورط أمريكا في العراق حيث أن القوات الأمريكية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلى والجرحى العراقيين حيث بلغ عدد القتلى الذين قضوا على يد جيشها قرابة 285000 ضحية ، أي ما يعادل أربعة أضعاف القتلى المسجلين في أفغانستان ، منهم 63 % مدنيين ، لا علاقة لهم بالحرب وتبعاتها ، وأن هناك 15000 قتيل مجهول الهوية ، بالإضافة إلى 3000 متمرد على الحكم والتواجد الأمريكي هم في طبيعتهم مواطنين مدنيين ، وأن عدد المساجين في السجون العراقية بلغ 180000 سجين وهم من المناطق السنية في العراق ، وخضعوا لتحقيق مكثف من قوات الأمن العراقية ( ISF ) بالإضافة لفرقة الفرسان الأولى في الجيش الأمريكي ( CAV Unit ) ، والتي كانت تعلم بشكل مسبق بكل أشكال التعذيب وآليات التعذيب المتبعة من خلال جداول زمنية تناوبية للتحقيق السري ،كما قدمت الإسعافات الأولية لضحايا التعذيب الذي كان يعتبر وسيلة ضرورية للتحقيق مع المعتقلين وكانت من أبرز أشكاله التعذيب بالكهرباء والاعتداءات الجنسية .
والسؤال المطروح .. من كان يقوم بالتعذيب ، بالاشتراك مع القوات الأمريكية ؟؟؟؟
كانت أمريكا تعتمد على إيران في كل أشكال التحقيق المتبعة في السجون السرية ، حيث كانت تُنتزع الاعترافات من المعتقلين السنة ولو كذباً لتدعيم مبررات احتلال أمريكا للعراق لطالما أن هذا الاحتلال يؤمن غطاءً واضحاً لممارسة الشيعة الإيرانيين كل أشكال التنفيس عن الحقد والكبت والقهر الدفين لسنين طويلة خلت .
وجميعنا سمع بفيالق بدر التي كانت ميليشيات سرعان ما تحولت لتنظيم سياسي معترف عليه دوليا كمكافأة لجهودها في قمع الثورات السنية في العراق ، حيث أن رئيس الوزراء نوري المالكي كان يقود فرق الموت العسكرية في عمليات الاغتيال والاعتقال .
2- إيران بدورها كانت تلعب دوراً دولياً ملحوظاً ، حيث أنها شغلت العالم بما تمتلكه من أسلحة نووية لتحقق مكسبين ، الأول إشعار أنصار المذهب الشيعي أنهم أصبحوا قوة لا يستهان بها وأنه آن الأوان للانتقال من مرحلة الجهاد في الستر إلى الجهاد في العلن ، فقامت بمد الميليشيات الشيعية بالسلاح على مختلف أشكاله ، وخاصة جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ، واللجان الشعبية الشيعية ، والأحزاب الشيعية ، ومنظمة بدر الجناح العسكري للمجلس الإسلامي الأعلى العراقي بقيادة الحكيم ، كما أرسلت ضباطا إيرانيين للإشراف على تنفيذ المخطط العسكري في العراق كما هو مخطط له من قبل الحليف الأكبر أمريكا التي كانت تؤمن الغطاء السياسي والإعلامي لإخفاء كل الجرائم والمجازر المرتكبة في حق السنة العراقيين .
من جهة ثانية كان لا بد من إشغال الشرق الأوسط والخليج بأزمة تكون قادرة على إبعادهم عن موضوع العراق ، فكانت حرب لبنان ممثلة بحزب الله مع الكيان الصهيوني ، الذي قبل بدور المنهزم مقابل مكاسب لا تعد ولا تحصي ونفوذ قوي في رسم سياسة الشرق الأوسط المستقبلية ، من جهة ثانية قامت إيران بدعم حماس لإشعال نيران الفتنة الداخلية من جهة ولإعادة توجيه دفة السياسة بما يقوي من وضع فتح وليس حماس ، حيث أن فتح أصبحت قريبة جدا من الخروج من اللعبة السياسية ، ومن جهة ثالثة كان لا بد من وجود بلبلة وتوتر في الخليج من خلال إحداث تمرد على الحدود اليمنية السعودية فكانت الداعم الرئيسي للحوثيين ضد الحكومات القائمة في البلدين .
عالميا .. كان هناك موافقة أمريكية على عملية بث الرعب المنظم في العالم من خلال التخويف من خطر إيران كدولة نووية من جهة ، ومن خلال الدعوة للحوار السلمي بغرض نزع السلاح النووي وإيقاف النشاطات النووية من جهة أخرى ، ومع ذلك سمحت لوسائل إعلامها والوسائل الإعلامية التابعة لها من نشر تقارير ترصد تطور التسليح الإيراني المخيف البري والبحري والجوي ، بل وسمحت من خلال سياسة المماطلة بأن تمتلك إيران السلاح النووي ، لتحقق مزيداً من المكاسب السياسية والعسكرية والاقتصادية في دول الخليج التي سرعان ما هرعت للبحث عن التوازن الاستراتيجي مع قوة الشيعة المتنامية .
بعد هذا السرد للوقائع نصل للتساؤل التالي .. هل فعلا هناك ترابط بين سلوك إيران في الوطن العربي ، وسلوك اليهود في فلسطين والعالم ؟ ما هي نقاط التشابه والارتباط ، وهل هناك مخطط يتم تنفيذه في الشرق الأوسط بقيادة إيران وإسرائيل ؟ نراكم في الجزء الثالث إن شاء الله ..
وفي سياق حديثنا عن المؤامرة ، وهي واقع ملموس ، فإننا لا بد وأن نشير بأن الغرب الذي كان سابقاً يطمع بالثروات والنفوذ وتقاسم القارات ، لم يعد هو الغرب القديم ، لأنه امتلك كل شيء ، وصراعه القديم على تقاسم النفوذ والثروات بات قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح صراعاً على استدامة امتلاك مسببات النفوذ والثروة ، وهذه إشارة واضحة إلى دخول جهات جديدة غير غربية في صراعها على تقاسم هذه التركة المريضة التي خلفتها الدولة العثمانية .
في الحقيقة لم يعد الخوف من النفوذ الأمريكي أو الغربي هو هاجس المواطن العربي حيث أن واقعه السياسي أصبح مرهوناً لهذه القوى ، لكن الخوف الأكبر والذي بات أكثر أرقاً لذهنية هذا المواطن هو توسع النفوذ الإيراني وتماديه في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ، حيث أن تبني هذه الدولة للمذهب الشيعي جعلها وبحكم الواقع الراهن خطراً يتهدد استقرار المنطقة ، وخاصة بعد أن انتقلت من مرحلة الدعوة للتشيع بالسر إلى مرحلة الدعوة العلنية للتشيع ومن الحرب الخفية ضد المذهب السني إلى الحرب العلنية .
تغيرت آليات الصراع العالمي ، وانتقلنا من مرحلة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي سابقاً وأمريكا ، إلى مرحلة الحرب ضد الإرهاب ، وتحول الإسلام إلى عدو أممي نظراً لما يحمله من أفكار عدائية ضد غير المسلمين ، هكذا تم تصوير الإسلام في وسائل الإعلام الغربية ، وبهذا الإعلام تم احتلال العراق ومن قبله أفغانستان ، وتم إخضاع المنطقة بكاملها لإملاءات وشروط القوى النافذة في المنطقة ، لكن الجديد في الأمر أن الصراع الدولي بدأ في تغيير جلدته ، حيث انتهج سياسة الحلفاء ، لطالما أنه عجز حقيقة في الحد من نمو التيار الإسلامي حتى في أراضيه ، وعجز عن تحقيق أهدافه في لبنان وفي فلسطين والسودان ، فلجأ إلى سياسة تدمير الإسلام من الداخل ، وهذا ليس بالغريب أن يجعل من إيران حليفه الاستراتيجي لطالما أن للأخيرة أطماع في بناء إمبراطورية فارس ذات الطابع الإسلامي الخميني .
ولكي لا نجدف بعيداً ويتهمنا البعض بممارسة رياضة الشطحات الفكرية التي يمتاز بها الإعلام العربي اليوم ، سأحاول استعراض بعض النقاط التي تمثل بكل أبعادها نموذجا متميزاً لتحالف الغرب مع إيران في سبيل إحكام السيطرة على الأمة العربية ومقدراتها :
1- في العراق : تم تسريب عدد كبير من الوثائق السرية التي كانت تشير بكل وضوح إلى تورط أمريكا في العراق حيث أن القوات الأمريكية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلى والجرحى العراقيين حيث بلغ عدد القتلى الذين قضوا على يد جيشها قرابة 285000 ضحية ، أي ما يعادل أربعة أضعاف القتلى المسجلين في أفغانستان ، منهم 63 % مدنيين ، لا علاقة لهم بالحرب وتبعاتها ، وأن هناك 15000 قتيل مجهول الهوية ، بالإضافة إلى 3000 متمرد على الحكم والتواجد الأمريكي هم في طبيعتهم مواطنين مدنيين ، وأن عدد المساجين في السجون العراقية بلغ 180000 سجين وهم من المناطق السنية في العراق ، وخضعوا لتحقيق مكثف من قوات الأمن العراقية ( ISF ) بالإضافة لفرقة الفرسان الأولى في الجيش الأمريكي ( CAV Unit ) ، والتي كانت تعلم بشكل مسبق بكل أشكال التعذيب وآليات التعذيب المتبعة من خلال جداول زمنية تناوبية للتحقيق السري ،كما قدمت الإسعافات الأولية لضحايا التعذيب الذي كان يعتبر وسيلة ضرورية للتحقيق مع المعتقلين وكانت من أبرز أشكاله التعذيب بالكهرباء والاعتداءات الجنسية .
والسؤال المطروح .. من كان يقوم بالتعذيب ، بالاشتراك مع القوات الأمريكية ؟؟؟؟
كانت أمريكا تعتمد على إيران في كل أشكال التحقيق المتبعة في السجون السرية ، حيث كانت تُنتزع الاعترافات من المعتقلين السنة ولو كذباً لتدعيم مبررات احتلال أمريكا للعراق لطالما أن هذا الاحتلال يؤمن غطاءً واضحاً لممارسة الشيعة الإيرانيين كل أشكال التنفيس عن الحقد والكبت والقهر الدفين لسنين طويلة خلت .
وجميعنا سمع بفيالق بدر التي كانت ميليشيات سرعان ما تحولت لتنظيم سياسي معترف عليه دوليا كمكافأة لجهودها في قمع الثورات السنية في العراق ، حيث أن رئيس الوزراء نوري المالكي كان يقود فرق الموت العسكرية في عمليات الاغتيال والاعتقال .
2- إيران بدورها كانت تلعب دوراً دولياً ملحوظاً ، حيث أنها شغلت العالم بما تمتلكه من أسلحة نووية لتحقق مكسبين ، الأول إشعار أنصار المذهب الشيعي أنهم أصبحوا قوة لا يستهان بها وأنه آن الأوان للانتقال من مرحلة الجهاد في الستر إلى الجهاد في العلن ، فقامت بمد الميليشيات الشيعية بالسلاح على مختلف أشكاله ، وخاصة جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ، واللجان الشعبية الشيعية ، والأحزاب الشيعية ، ومنظمة بدر الجناح العسكري للمجلس الإسلامي الأعلى العراقي بقيادة الحكيم ، كما أرسلت ضباطا إيرانيين للإشراف على تنفيذ المخطط العسكري في العراق كما هو مخطط له من قبل الحليف الأكبر أمريكا التي كانت تؤمن الغطاء السياسي والإعلامي لإخفاء كل الجرائم والمجازر المرتكبة في حق السنة العراقيين .
من جهة ثانية كان لا بد من إشغال الشرق الأوسط والخليج بأزمة تكون قادرة على إبعادهم عن موضوع العراق ، فكانت حرب لبنان ممثلة بحزب الله مع الكيان الصهيوني ، الذي قبل بدور المنهزم مقابل مكاسب لا تعد ولا تحصي ونفوذ قوي في رسم سياسة الشرق الأوسط المستقبلية ، من جهة ثانية قامت إيران بدعم حماس لإشعال نيران الفتنة الداخلية من جهة ولإعادة توجيه دفة السياسة بما يقوي من وضع فتح وليس حماس ، حيث أن فتح أصبحت قريبة جدا من الخروج من اللعبة السياسية ، ومن جهة ثالثة كان لا بد من وجود بلبلة وتوتر في الخليج من خلال إحداث تمرد على الحدود اليمنية السعودية فكانت الداعم الرئيسي للحوثيين ضد الحكومات القائمة في البلدين .
عالميا .. كان هناك موافقة أمريكية على عملية بث الرعب المنظم في العالم من خلال التخويف من خطر إيران كدولة نووية من جهة ، ومن خلال الدعوة للحوار السلمي بغرض نزع السلاح النووي وإيقاف النشاطات النووية من جهة أخرى ، ومع ذلك سمحت لوسائل إعلامها والوسائل الإعلامية التابعة لها من نشر تقارير ترصد تطور التسليح الإيراني المخيف البري والبحري والجوي ، بل وسمحت من خلال سياسة المماطلة بأن تمتلك إيران السلاح النووي ، لتحقق مزيداً من المكاسب السياسية والعسكرية والاقتصادية في دول الخليج التي سرعان ما هرعت للبحث عن التوازن الاستراتيجي مع قوة الشيعة المتنامية .
بعد هذا السرد للوقائع نصل للتساؤل التالي .. هل فعلا هناك ترابط بين سلوك إيران في الوطن العربي ، وسلوك اليهود في فلسطين والعالم ؟ ما هي نقاط التشابه والارتباط ، وهل هناك مخطط يتم تنفيذه في الشرق الأوسط بقيادة إيران وإسرائيل ؟ نراكم في الجزء الثالث إن شاء الله ..
http://www.almarge3.com/viewtopic.php?f=15&t=43&sid=5a1f0c952aeb8cb1dc96d5f890f158fa
مواضيع مماثلة
» ليست دعوة للفتنة ج 3
» ليست دعوة للفتنة ج 4
» ليست دعوة للفتنة ج 5
» ليست دعوة للفتنة - ج 1
» ليست إرادتك
» ليست دعوة للفتنة ج 4
» ليست دعوة للفتنة ج 5
» ليست دعوة للفتنة - ج 1
» ليست إرادتك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى