المرأة والاختلاط

شكرا لنخبة الكتاب وللآراء المتميزة التي قرأت .. السلام عليكم جميعا
شكرا للأخت الوقور جازية والأخ الفاضل عبد الرحمن والسيد المكرم أبو أحمد .. نقاط بالغة الاهمية تم طرحها .. وأتمنى ان تستوعبني رحابة صدركم لأني اشعر بأن في داخلي كم من المعلومات التي تراودني ولا بد لها من مخاض لتخرج .. ويكأني أشعر به الآن
أختي العزيزة جازية .. سأتحدث بكل تجرد عن ظاهرة هي أكثر انتشارا وأكثر تاثيرا في تركيبة المجتمع النفسية والمسلكية .. الاختلاط ..نعم إنه ظاهرة مرضية خبيثة .. فجميعنا درس بالجامعات وعرف تماما انعكاسات عملية الاختلاط على السلوك الفردي والنفسي .
الاختلاط أوجد فجوة كبيرة بين الحلال والحرام .. بين ما كنا نجهله ومكا اصبحنا نعرفه عن طبيعة العلاقت الثنائية بين الجنسين .. الاختلاط فتح الابواب واسعا امام تمرد النفس ، حتى ظهر كأنه يسحب الوقار والعفة والاحتشام من النفوس ..
في الجامعات كنا نقول . التفاحة المريضة ستعدي صندوق التفاح .. وبالفعل .. مئات الظواهر المرضية سواء كانت مسلكية او خلقية تكشفت أمامنا فرأينا الانحلال الخلقي والميوعة والتسيب وقلة الانضباط والتهرب من الالتزام واللامبالاة والكذب والتمثيل والسخرية وغيرها الكثير أما في الجانب العقيدي فكان أكبر كارثة نتعرض لها بعدنا بارادتنا عن قيمنا وتعاليم ديننا ، فما نراه مغر ومحفز لمزيد من الافكار السوداوية ، وما نسمعه يزرع فينا بذور الكفر فإن وجدت منبتا حسنا لها نبتت وتألقت كفرا .. إلا من خشي ربه والتزم بما يحمله من معتقدات وأفكار وقيم حفظته حتى أنها تعليمه .
لن اعمم في حديثي ولكن ما اقوله موجود وبشكل مخيف .. الفتاة التي تأتي إلى الجامعة وقد تربت على أخلاق حميدة تجدها معزولة من وسطها ومن بني جنسها وتدريجيا تنجر للرذيلة إما بسبب المكائد او بسبب النفس الأمارة بالسوء .. وهذا كله له ثمن .. حتى الدراسة تصبح بحد ذاتها شكلية ، والنتائج لا تعبر عن حقيقة ما اكتسبه الطلبة من علوم لان الدراسة تكون في شهر الامتحان وتعتمد الملخصات وما الى ذلك .

أخي الكريم عبد الرحمن .. مع كل أسف تنتقل إلينا علوم الغرب بشكل مريب .. تحول المفكر العربي إلى ببغاء ناقل لترددات الصوت التي يسمعها ، حتى ان نقله مشوه ويعيد كل البعد عن المصداقية .. الفلاسفة الغرب تحدثوا عن واقع مجتمعاتهم .. لم يعرفوا شيئا عن مجتمعاتنا العربية الاسلامية .. فكل ما تم وضعه من نظريات كان لبيئتهم وكل الحلول كانت لمشاكلهم .. ما فعله الناقلون منا أنهم بدأوا الترجمه والنقل وجاؤونا بافكار ليست وليدة بيئتنا وحاولوا جاهدين صناعة قالب لمعالجة القضايا والاشكالات بحلول غربية أو لنقل محاكاة الحلول الغربية لقضايا شرقية.. من منا كان ليجرأ ويطالب بتحديد النسل ؟ من منا كان ليتجرأ ويحلل المسيار والعرفي والخلع ؟ من منا كان ليتجرأ على عاداتنا وتقاليدنا وعلمائنا لولا ما نقل إلينا من علوم مشوهة ، ودراسات مصبوغه بصبغه غربية ..من منا كان ليتجرأ ويطالب بنزع آيات الجهاد من التعليم كي لا تكون بذرة ارهابية ؟ أنظر كيف اصبحنا اليوم وأنظر كيف ننظر للغرب اليوم .. وانظر كيف يتسلل الفكر الغربي إلى أسرتنا ليكون شريكا لنا في كل شيء ..

سيدي الكريم ابو محمد .. شكرا لمساهمتك التميزة ..
من وجهة نظري لا أرى هنالك فرق بين الاختلاط والخلوة .. فكلاهما له نفس النتيجة .. والاختلاف في الآلية .. وأنا معك التربية لها دور في حماية كلا الجنسين .. ولكن إلى متى .. جميعنا نقول احسن تربية أبنائك ودعهم في المجتمع فإنهم معصومون .. يا سيدي هل تضمن الوسط المحيط .. هل تثق في الوسط المحيط ؟ وخصوصا إن كان وسطا موبوءا وتنتشر فيه الفاحشة وبشكل مخيف نظرا للكبت الجنسي والضغط النفسي والملاحقة الشرعية ونظرة المجتمع المبنية على فكر التشدد .. ألا ترى ان التشدد في هذه المجتمعات له عواقب وخيمة .. فكيف نزرع القنابل الموقوتة وننتظر النتائج ؟
والاختلاط واحد سواء في الجامعات أو في المجمعات او في المجالس .. له أثر واحد .. هو التقرب بلا رادع لمحرمات في متناولنا ... وسواء كانت الفتاة محجبة أو منقبة فهي في نهاية المطاف أنثى .. والانثى في مجتمعاتنا ليست معصومة وهي اكثر عرضة لكمرات الفيديو وأجهزة الموبايل والعيون ، ومن تذل وتسقط .. يسهل الهوان عليها .. ونفس الشيء للشاب الذي إن انجرت قدمه للرذيلة فإنه من الصعب ان تحيده عنها .