عمل المرأة

الحمد لله الذي رزقنا نعمة العقل فامتازنا بها عن سائر خلقه .. شكرا لك أختي جازية على طرح هذا الموضوع الشائك والخطير .. وشكرا لك أختي العزيزة مواطنة عربية .. رد متزن كما عودتنا .. ولقد قرأت ردك مرتين الأولى لأني استمتعت بأسلوب الطرح والثانية لابحث عن نقاط الوفاق والخلاف ..
حقيقة لم أرى خلافا في الرأي .. فالفكر الواضح واضح ولايمكن ان تشوبه غمائم الدخان المتصاعد هنا وهناك .. لقد وصلت إلى الجرح إلى عمق الجرح .. استغلال المرأة تحت شعار الحرية الشخصية .. سيدتي الفاضلة .. لا شك أن الإسلام دين جميع العصور .. ولن / وأجزم بذلك / يقف الإسلام في وجه المرأة .. لأنه الداعم الرئيسي لها ، وهذا ما يسعى الغرب إلى تشويهه من خلال الحرب الإعلامية ، فهم يمثلون الإسلام معتقد رجعي ويظهرون المرأة كسلعة تباع وتشترى .. وينتقل هذا التصور إلى بيوتاتنا ويقتاة عليه فكرنا فأصبحت هوليود مرجعيتنا في كيفية معاملة المرأة .. حتى أن الأفلام الإباحية التي انتشرت من دون رقيب والتي تدخل البيوت من أبوابها أصبحت تعلم الرجال والنساء على حد سواء أساليب جديدة وطرق جديدة ليست من بيئتنا في شيء .. وهذا ما تعانيه حاليا مجتمعاتنا العربية .. فيأخذ منا التشوه المسلكي مأخذه ، ونعيش مأساة حقيقية ناتجه عن بعدنا الفعلي وليس الكلامي عن التعاليم السامية التي ترتقي بأسلوب التعامل بين الجنسين ..
النقطة الثانية التي ارغب التحدث فيها .. وأعتذر من الجميع .. فالصراحة مهما كانت جارحة هي مريحة .. التحرر .. الليبيرالية .. الديمقراطية .. الشعارات الجوفاء التي تنادي بها النظم الغربية والتي انتقلت بفعل النقل المتعمد للحضارة الغربية إلينا .. أخذت تجد طريقا في سلوكياتنا وتفكيرنا .. وراحت تتحول لنوع من الأساسيات في مجتمعاتنا العربية .. حيث أصبحت الفتاة تتحدث بصوت مرتفع وأمام ذويها بانها حرة وأنها صاحبة قرار وأنها لم تعد تخشى من سطوة الولي لطالما ان القوانين العلمانية ترعاها وتحميها .. ومن ثم بدأ الاختلاط يصبح اعتياديا ، والحجاب يأخذ أشكالا تحيكها خطوط الموضه ، وظهرت دعوات نسائية لمساواة الرجل بالمرأة في كل جوانب الحياة وكأنه لامساواة في ظل الاسلام ، ومن ثم بدأنا نلحظ تراجعا حقيقيا في دور المراة الاسري ، حيث اصبحت تخرج وتدخل وتنافس الرجل في كل نواحي الحياة بل تشاطره قسوة العمل ، ووجدت هذه السلوكيات من يدعمها ويروج لها ويحولها لأداء في الواقع العملي .. من جهة اخرى ، وتحت شعار الحرية أصبح الرجل يفعل ما يحلو له ، أصبحت حريته فوق الجميع ، وبدأنا نلحظ التحول الملموس في الآداب الإسلامية العربية نحو الآداب الغربية في المظهر والسلوك وفي التفكير وأسلوب تناول القضايا ، وكأن مجتمعنا العربي الإسلامي تحول ليصبح مجتمعا غربيا في بيئة عربية ، وهكذا .. انعدمت القيم السامية ، وأصبح المحرم مباح والمباح محرم ، وتشوهت الأفكار الإسلامية بسبب بعض الفتاوى الحداثية لبعض مدعي التوجه الليبيرالي في الدعوة ...
كل ما سبق خلع المراة من بيئتها العربية الإسلامية ، لينقلها نقلة نوعية نحو بيئة غربية تجعلها - في إطار التحرر- سلعة حقيقية للجميع وكأنها قطاع عام مباح للجميع .. لذلك أعود لأقول .. الإسلام كرم المراة ، وحافظ على حقوقها ، وصاغ كيانها الإجتماعي وفق بنيان متماسك يقوم على ثنائية (الحلال والحرام ) ، فالمراة لا شك انها جزء من هذا المجتمع ومن حقها ان تعيش كيانها وشخصيتها كما الرجل لكن .. في إطار من الحدود الشرعية ، وهنا عندما أطرح هذا الفكر لا أحاول البحث عن تبرير لبعض الأفكار التشددية التي تعقد الأمور أكثر من حلحلتها ، ( وأرفض أن اقول الأفكار الأصولية الرجعية ، لأن هذا المصطلح غربي له اهداف ومآرب .. لذلك سأقول الأفكار المتشدد التي تناولها البعض ليس للانتقام من المرأة ولكن خوفا عليها ) ، ولكن سأقول على المراة أن تعي دورها الريادي داخل بيئتها ووسطها الجتماعي داخل الأسرة ، هذا هو مجال عملها الحقيقي ، بغض النظر عن الظروف وما تستوجبه من تنازلات أوجد لها المشرع الرخص المناسبة .