وأعدوا لهم ما استطعتم

دخل الرسول الكريم محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم عليه مكة فاتحا صبيحة يوم الجمعة 20 من شهر رمضان عام 8 للهجرة ، بعد أن نقضت قريش اتفاق صلح الحديبية .. وكان بصحبته صحابته الكرام ويحلق به الزبير بن العوام وعمر بن العاص .. وجاء الحق وزهق الباطل .. وعلت رايات هذا الدين خفاقة لتعلن أن الحق أحق أن يتبع ، وأن الباطل زاهق لا محال ..
من هنا أتوجه لشعبنا المناضل الثائر ضد الظلم لأقول .. لا تقنطوا من رحمة الله .. إنه ابتلاء المؤمنين .. ووالله الذي لا إلاه إلا هو إنكم لمنتصرون .. ولكن علينا أن نعقلها ونتوكل على الله .. وهنا أشير أنه لا بد من وجود الإيمان النقي والعقل المدبر ..
فالثورة في سورية لم تكن من أجل رغيف الخبز ، فلتفهم " هيلاري كلينتن " أن الشعب السوري لا يحتاج لمعونات ومساعدات .. إنما هو بحاجة الآن لدعم إنساني .. يا شعوب الأرض المتحضرين :
وفاة كلب أجرب في أرضكم فيها انتهاك للحقوق
وموت طفل ثائر في موطني هذا عقوق
هلا عرفتم أنكم بسلوككم لستم بأحسن من رئيس وسع الجرح وعاث في الشقوق
أنتم شويتم لحمنا فلما التظاهر والكذب .. إنا نباهي بالحروق ..
إنها ثورة من أجل استعادة الكرامة التي سلبها منا الطغاة .. إنها ثورة حرية من قيود الاستبداد ، وعليه لا بد من :
1- الإيمان .. بأن الله ناصرنا وأن الله حليفنا وأنه لا ملجأ لنا إلاهو سبحانه
2- العزيمة .. والثبات .. فهذا الحراك الثوري نزيه وشريف وهو حق يجب عدم التنازل عنه مهما كلفنا من زهق للأرواح ، وأن النصر آت لأننا أصحاب حق
3- التدبر .. إعقلها وتوكل .. لا بد أن نخلق لأنفسنا الظرف المناسب لممارسة ثورتنا .. فاختيار الوقت ، واختيار المكان واختيار العبارات والهتافات يعكس مدى ادراكنا ووعينا لعظيم شأن هذه الثورة وأحقيتنا بها
4- التنظيم .. العمل المنظم يفضي لنتائج منضبطة ومخرجات فاعلة ، لا بد من تنظيم الصفوف والسير خلف قيادة فاعلة ، لا بد من خلق رموز تقود الثورة .. فهذا الحراك الطاهر هو سلوك بشري .. وكل عمل غير منظم لن يكتب له النجاح
5-التوحد .. تحت سقف الثورة السورية نجتمع فكلنا سوريون ، نبحث عن حريتنا المستلبة ، نبحث عن الخلاص من الظلم ، ولا فرق بيننا رغم اختلاف اللهجات والإثنيات والمعتقدات .. المهم أن نتوحد في مسعانا وجهدنا وننطلق جميعا في وقت واحد ونرفع راية واحدة ويكون هدفنا واحد هو القصاص العادل من الطغاة المستبدين وبناء الدولة الحديثة الحرة
6- التسلح .. لا سلمية بعد الآن .. فالسلمية تقتلنا ، ما جدوى أن نكون سلميين ونحن نرى كل يوم شلالات الدماء تملأ الأرجاء والجرائم بحق الانسانية وانتهاك الأعراض والسطو على الممتلكات واغتصاب الحرائر والتمثيل بالجثث ، هؤلاء الطغاة لا يفهمون إلا لغة العنف والقتل والقصاص حق شرَّعه الله لتسود العدالة .
من هنا أدعو المغتربين أن يكونو يد واحدة لدعم الجيش الحر فهو بحاجة ماسة لوحدتنا ولدعمنا .. هم يقدمون أرواحهم الطاهرة لننعم نحن بالحرية فلنكن أهلا لهذا الحراك ولنقل قولة حق في وجه حكم جائر .