حلب .. ثورة على الصمت
صفحة 1 من اصل 1
حلب .. ثورة على الصمت
يتساءل الكثيرون لما لم تخرج حلب من أول يوم لتعلن ثورتها على الاستبداد ؟؟ وتطالب بحريتها ؟؟
بدأ المشهد في حلب وكأنه مسرحية وضعت اركانها وأحداثها بشكل مسبق ، فهي تسير بموجب مخطط مدروس هدفه تهميش دور وأثر الشارع على هذه الثورة ، فهي مدينة موالية بامتياز .. وهكذا يجب ان تظهر على الأقل في الإعلام المحلي ، كي يكون انعكاس ذلك تثبيطا وإحباطا وإجهاضا لهذا الحراك السياسي الوليد ..
والسؤال لماذا لم تتحرك حلب إلى يومنا هذا كما ينبغي ؟؟
للجواب على هذا التساؤل .. لابد من استعراض مجموعة نقاط :
1- تمتاز حلب كأكبر مدينة من حيث التعداد السكاني في سورية بتلونها العرقي والطائفي والإثني ، حيث تضم مزيجا من القوميات والأديان ، فهناك العرب وهم غالبية سواء في ريفها أو في المدينة نفسها والأكراد والشركس والأرمن والتركمان ، ومن حيث الديانات ، هناك المسلمين السنة الغالبية الساحقة ، والشيعة كأقلية تتركز في بعض القرى وتنتشر كعائلات في المدينة قادمة من بقية المحافظات وهناك المسيحيين واليهود والملحدين .,
2- تسيطر العوائل اليهودية سواءً التي تسترت تحت عباءة الاسلام او التي بقيت بعد التهجير من سورية ، تسيطر على مرافق الحياة الاقتصادية والثقافية والدينية والإعلامية وحتى السياسية في حلب ، بفعل المال والجنس والسلطة .
3- هناك ما نسميهم في حلب ببقايا الجيش الانكشاري ، وهم مجموعة من العائلات التي اشتهرت بالاتجار بالمخدرات والدخان والتهريب ، وهؤلاء يعتمد عليهم النظام كمرتزقة وشبيحة .
4- سيطرة غرفة التجارة والصناعة في حلب على القرار السياسي والاقتصادي ، فهي تمثل طغمة من التجار والصناعيين الذين استغلوا نفوذهم في الحكم من اجل تكريس مزيد من الضغط على الصناعات الناشئة واستخدمت كقوة فاعلة في القرار السياسي وفي الانتخابات التشريعية وحتى في الجوانب الامنية ، وهي لا تهتم بما يجري في الشارع من حراك شعبي لأن المصلحة بالنسبة لها فوق كل شيء ، ومع اول تغيير تكون قد رحلت واموالها وممتلكاتها خارج البلاد .
5- الأقليات في حلب لا يهمها التغيير لانها بالأساس مقموعة ومهمشة وهي تخشى ان يكون لحراكها الثوري انعكاس على بقائها كأقليات في البلد ، لذلك تفضل الصمت والتزام جانب الحيطة والحذر حيال اي متغير على الأرض .
6- التمركز الكثيف للوحدات الأمنية والشرطية والعسكرية في المدينة ، ووجود الثكنات والمعسكرات والمعامل العسكرية ، التي تم تجهيزها أثناء بدء الثورة العربية خارج سورية ، وهي جميعها ذات طابع طائفي على الاقل قياداتها العليا والوسطى ، وتتمتع بمزايا تخولها من السيطرة على كل جوانب الحياة في المدينة .
7 - تدجين علماء الدين والادباء والمثقفين ، وتحولهم لاداة طيعة في يد النظام ، فالعلماء ليسوا كالعلماء لأنه يتم تعيينهم وفقا لجدول المحسوبيات والموالاة وهم إما بعثيين ( وهذا شرط دخول كلية الشريعة ) وإما متخرجين من مدارس مشبوهة كالكلتاوية والشعبانية وغيرها ، وجميعنا يعرف تمام المعرفة ان مدير اوقاف حلب صهيب الشامي السابق جعل من الدين أداة لتعظيم الثروة وسرقة خيرات الأوقاف وتسخيرها لخدمة مصالحه ومصالح القوى غير الوطنية في البلاد فمن يسرق الشعب ويضطهده ويهينه ويقمعه ليس بالوطني .
8 - الحرب الإعلامية : فمنذ بداية الثورة بدأ الإعلام السوري بتجييش الرأي العام ضد الثورة على انها صنيعة غربية هدفها الإطاحة بالتيار المقاوم والوطني ، ثم انتقلت لمرحلة تشويه الثورة بوصفها بالسلفية والرجعية والطائفية ، وأنها تعمل وفق اجندة صهيونية بامتياز ، وان الثوار ما هم إلا مندسين وسلفيين وجراثيم .. هذا الوضع كون لدى الشباب الذين من المفترض ان يكونو شعلة الثورة كون لديهم ردة فعل سلبية تجاهها ، ترافق ذلك مع توجه حكومي واضح لمكيجة وجه النظام من خلال الاحتفاليات والمهرجانات والمسيرات المؤيدة للنظام والتي يتم الانفاق عليها ببذخ ، ويسخر لها أقلام وكتاب وسياسيون ومحللون لتدعيمها وعلماء لتأمين الغطاء الشرعي لسلوكياتها.
9 - الخوف من الطائفية والمذهبية التي إن وقعت فإنها ستقضي على البلاد والعباد ، وهذا الوتر لعبت عليه الحكومة بإتقان وسخرت له أفظع المجازر والجرائم وألقتها على هؤلاء المندسين والمخربين لتشويه صورة الثورة ، فظهر ما ندعوه فوبيا الطائفية بشكل واضح وأصبح القاصي والداني يتحدث بالنتائج قبل وقوعها ، وسادت فكرة انعدام البديل ، البديل الذي يضمن استقرار البلاد وتقدمه
10 - الصمت العربي الواضح .. والذي انعكس اثره على القرارات الدولية الحاسمة ، وعلى الحراك الشعبي الداخلي .
11 - شاع بين بعض العامة انه لا جدوى من هذه الثورة لطالما ان هناك دعم امريكي وغربي واضح ومناهض لها ، فالثورة في مصر رغم نجاحها لم تر النور بعد بسبب الإملاءات الغربية على ساستها وقادتها ، وهذا ما دفع ببعض المثقفين للعبث بهذا الوتر ومحاولة زعزعة النفوس وزرع الإحباط .
12 - في ظل هذا التوتر ، قامت الحكومة بإشغال بعض المثقفين ذو التأثير الواضح على الشارع في حلب ، إشغالهم بالإصلاح والمصالحة واستنزفت تفكيرهم في كيفية الخروج بالبلاد من هذه المحنة ، وأن الفتنة نائمة لعن الله موقظها ، والصمت أبلغ حكمة من التعبير عن الرأي لطالما كان جبا للفتنة .. وهكذا تم تهميش بعض المفكرين وإطفاء جذوتهم وابعادهم عن الحراك الشعبي الناشئ وحتى تهديدهم بالاعتقال والتصفية في حال فكروا بممارسة الثورة فكريا .
كل ما سبق ذكره يمكن ان يدفعنا للقول .. صحيح أن الثورة في حلب تاخرت .. لكن هذا لا يعني انها لن تثور .. فالنيران تتاجج في الخفاء وسيفور التنور يوما ما ليكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير
بدأ المشهد في حلب وكأنه مسرحية وضعت اركانها وأحداثها بشكل مسبق ، فهي تسير بموجب مخطط مدروس هدفه تهميش دور وأثر الشارع على هذه الثورة ، فهي مدينة موالية بامتياز .. وهكذا يجب ان تظهر على الأقل في الإعلام المحلي ، كي يكون انعكاس ذلك تثبيطا وإحباطا وإجهاضا لهذا الحراك السياسي الوليد ..
والسؤال لماذا لم تتحرك حلب إلى يومنا هذا كما ينبغي ؟؟
للجواب على هذا التساؤل .. لابد من استعراض مجموعة نقاط :
1- تمتاز حلب كأكبر مدينة من حيث التعداد السكاني في سورية بتلونها العرقي والطائفي والإثني ، حيث تضم مزيجا من القوميات والأديان ، فهناك العرب وهم غالبية سواء في ريفها أو في المدينة نفسها والأكراد والشركس والأرمن والتركمان ، ومن حيث الديانات ، هناك المسلمين السنة الغالبية الساحقة ، والشيعة كأقلية تتركز في بعض القرى وتنتشر كعائلات في المدينة قادمة من بقية المحافظات وهناك المسيحيين واليهود والملحدين .,
2- تسيطر العوائل اليهودية سواءً التي تسترت تحت عباءة الاسلام او التي بقيت بعد التهجير من سورية ، تسيطر على مرافق الحياة الاقتصادية والثقافية والدينية والإعلامية وحتى السياسية في حلب ، بفعل المال والجنس والسلطة .
3- هناك ما نسميهم في حلب ببقايا الجيش الانكشاري ، وهم مجموعة من العائلات التي اشتهرت بالاتجار بالمخدرات والدخان والتهريب ، وهؤلاء يعتمد عليهم النظام كمرتزقة وشبيحة .
4- سيطرة غرفة التجارة والصناعة في حلب على القرار السياسي والاقتصادي ، فهي تمثل طغمة من التجار والصناعيين الذين استغلوا نفوذهم في الحكم من اجل تكريس مزيد من الضغط على الصناعات الناشئة واستخدمت كقوة فاعلة في القرار السياسي وفي الانتخابات التشريعية وحتى في الجوانب الامنية ، وهي لا تهتم بما يجري في الشارع من حراك شعبي لأن المصلحة بالنسبة لها فوق كل شيء ، ومع اول تغيير تكون قد رحلت واموالها وممتلكاتها خارج البلاد .
5- الأقليات في حلب لا يهمها التغيير لانها بالأساس مقموعة ومهمشة وهي تخشى ان يكون لحراكها الثوري انعكاس على بقائها كأقليات في البلد ، لذلك تفضل الصمت والتزام جانب الحيطة والحذر حيال اي متغير على الأرض .
6- التمركز الكثيف للوحدات الأمنية والشرطية والعسكرية في المدينة ، ووجود الثكنات والمعسكرات والمعامل العسكرية ، التي تم تجهيزها أثناء بدء الثورة العربية خارج سورية ، وهي جميعها ذات طابع طائفي على الاقل قياداتها العليا والوسطى ، وتتمتع بمزايا تخولها من السيطرة على كل جوانب الحياة في المدينة .
7 - تدجين علماء الدين والادباء والمثقفين ، وتحولهم لاداة طيعة في يد النظام ، فالعلماء ليسوا كالعلماء لأنه يتم تعيينهم وفقا لجدول المحسوبيات والموالاة وهم إما بعثيين ( وهذا شرط دخول كلية الشريعة ) وإما متخرجين من مدارس مشبوهة كالكلتاوية والشعبانية وغيرها ، وجميعنا يعرف تمام المعرفة ان مدير اوقاف حلب صهيب الشامي السابق جعل من الدين أداة لتعظيم الثروة وسرقة خيرات الأوقاف وتسخيرها لخدمة مصالحه ومصالح القوى غير الوطنية في البلاد فمن يسرق الشعب ويضطهده ويهينه ويقمعه ليس بالوطني .
8 - الحرب الإعلامية : فمنذ بداية الثورة بدأ الإعلام السوري بتجييش الرأي العام ضد الثورة على انها صنيعة غربية هدفها الإطاحة بالتيار المقاوم والوطني ، ثم انتقلت لمرحلة تشويه الثورة بوصفها بالسلفية والرجعية والطائفية ، وأنها تعمل وفق اجندة صهيونية بامتياز ، وان الثوار ما هم إلا مندسين وسلفيين وجراثيم .. هذا الوضع كون لدى الشباب الذين من المفترض ان يكونو شعلة الثورة كون لديهم ردة فعل سلبية تجاهها ، ترافق ذلك مع توجه حكومي واضح لمكيجة وجه النظام من خلال الاحتفاليات والمهرجانات والمسيرات المؤيدة للنظام والتي يتم الانفاق عليها ببذخ ، ويسخر لها أقلام وكتاب وسياسيون ومحللون لتدعيمها وعلماء لتأمين الغطاء الشرعي لسلوكياتها.
9 - الخوف من الطائفية والمذهبية التي إن وقعت فإنها ستقضي على البلاد والعباد ، وهذا الوتر لعبت عليه الحكومة بإتقان وسخرت له أفظع المجازر والجرائم وألقتها على هؤلاء المندسين والمخربين لتشويه صورة الثورة ، فظهر ما ندعوه فوبيا الطائفية بشكل واضح وأصبح القاصي والداني يتحدث بالنتائج قبل وقوعها ، وسادت فكرة انعدام البديل ، البديل الذي يضمن استقرار البلاد وتقدمه
10 - الصمت العربي الواضح .. والذي انعكس اثره على القرارات الدولية الحاسمة ، وعلى الحراك الشعبي الداخلي .
11 - شاع بين بعض العامة انه لا جدوى من هذه الثورة لطالما ان هناك دعم امريكي وغربي واضح ومناهض لها ، فالثورة في مصر رغم نجاحها لم تر النور بعد بسبب الإملاءات الغربية على ساستها وقادتها ، وهذا ما دفع ببعض المثقفين للعبث بهذا الوتر ومحاولة زعزعة النفوس وزرع الإحباط .
12 - في ظل هذا التوتر ، قامت الحكومة بإشغال بعض المثقفين ذو التأثير الواضح على الشارع في حلب ، إشغالهم بالإصلاح والمصالحة واستنزفت تفكيرهم في كيفية الخروج بالبلاد من هذه المحنة ، وأن الفتنة نائمة لعن الله موقظها ، والصمت أبلغ حكمة من التعبير عن الرأي لطالما كان جبا للفتنة .. وهكذا تم تهميش بعض المفكرين وإطفاء جذوتهم وابعادهم عن الحراك الشعبي الناشئ وحتى تهديدهم بالاعتقال والتصفية في حال فكروا بممارسة الثورة فكريا .
كل ما سبق ذكره يمكن ان يدفعنا للقول .. صحيح أن الثورة في حلب تاخرت .. لكن هذا لا يعني انها لن تثور .. فالنيران تتاجج في الخفاء وسيفور التنور يوما ما ليكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى