بداية النهاية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بداية النهاية
تدق الأجراس معلنة
بداية شتاء جديد واعد بأمطار أعاصير وخير كثير تدور عقارب الساعة وتشير إلى
الواحدة بعد منتصف الليل السكون مطبق على تلك القرية النائية البعيدة والمظلمة الرياح
تعصف على ما تبقى من أوراق الخريف وتروح بستائر الغرفة وتأتي كأنها بعض من موج
البحر تتعارك الأحلام المقفرة في كيان الأفكار فتصدر صوتا كنحيب أرملة فقدت زوجها
مبكرا دون أن يترك لها الزمان تعويضا صغيرا 000000000
تتلاشى الدموع على
الوجنتين الباردتين كشلال قرمزي تغور بعض مياهه في تجاعيد الزمان وآلام النسيان
الشعر الأبيض غطى رأسها والهموم أثقلت كاهلها
عشرون خريفا مروا
ومازالت تنتظر000
الأطفال نائمون وما
تبقى من العشاء قد برد
مشاعرها بردت
أحاسيسها تجمدت
ترفع رأسها ناظرة
للقمر كأنها ابنة العشرين فارقت حبيبها وزوجها منذ ساعات وافتقدته00 تحتضن أولادها
بغبطة من الحزن تجعلها تكتم دموع الوداع وشهقة الألم
وعدها بصيف قادم هادئ
وكثير من الهدايا الأحلام عيشة هنية وعمل شريف يكسب به رزقه ورزق عائلته المسكينة
تتعاقب الفصول وتمر الأيام
الصيف يذهب ويأتي غيره ولم يأتي الصيف المنتظر بعد
تعزي خيبتها بأنه لم
يخبرها في أي صيف سيعود ربما ليس هذه السنة وتعود لفراشها البارد الذي ما زالت
أغطيته تحمل رائحة العطر النرجسي الذي كان يضعه
ومخدتها التي نقشت عليها اسمها واسمه حين كانا عروسين تنام وتسقي الزهور
ببعض من دموعها المالحة وتغط بنوم عميق ليزورها طيفه بالحلم الأبيض تفكر في ثنايا عقلها عن أسباب هجرته التي
طالت هل هو النسيان أم ظروف الحياة القاسية 000000
الفقر الحاجة الحرمان
كل هذه الأفكار تجتمع معا في جسدها النحيل لتزيد من حرقتها و ألمها وعذابها الذي
طال
وبينما تنظر إلى
عقارب الساعة تسمع خطوات تسير حول منزلها يتملكها خوف شديد تخرج إلى حديقة منزلها
لتجد شخصا كانت تعرفه منذ عشرين عاما زوجها حبيبها والد أطفالها قد عاد تعصف
جوانحها لأول مرة من عشرين عاما من البرود والخمول وتجمد المشاعر يطير قلبها قبل
ضفائر شعرها المتناثر على كتفيها لاحتضانه ونسيان عشرين صيفا من الانتظار
تتردد للحظة الجو ليس
صيفا والسماء ليست صافية بل مغطاة بغيوم سوداء داكنة فيعود لها الارتياب من جديد
يدخلان المنزل الفقير المقفر فتحس بالدفء الذي حرمت منه أيام شبابها تبتسم ابتسامة صفراء تخفي خلفها
الكثير من الخوف والشك فتلك المدة كانت كافية لتجعلها تخاف
عاد وهو يحمل مشاريع وأفكار
لينفذها في قريته بلده وطنه ليعيد الحب والحنان لعائلة فقدته منذ زمن ليؤمن حياة
كريمة لأطفال لم ينطقوا كلمة أبي من قبل وتبدأ الاقتراحات والأفكار لمشاريعه يبدأ
بتنفيذ مشروع جديد لبلده يوفر به فرص العمل الكثيرة لأبناء قريته العاطلين عن
العمل وتبدأ العوائق والحواجز بالوقوف في طريق مشروعه ينادي ويستغيث والخسائر
والضرائب تملأ خزانة مكتبه يجد نفسه قد أفلس من جديد فقد عدنا من حيث بدأنا
وفي أحد الأماسي
الشتوية يخبر زوجته بنيته بالسفر من جديد فهو عاد لوطنه وكله أحلام لكن القدر سرق
أحلامه لم تكن زوجته متفاجأة بقراره فهي كانت تتوقع حدوث ذلك فالكثير من أبناء
وطنهم قد أصابهم ما أصابه يحزم أمتعته ويودع أولاده وزوجته ويغادر لكن ليس لوحده
فابنه البكر والكثير من شبان القرية هاجروا معه كقطيع أغنام هاجمهم ذئب مفترس وقتل
كل أحلامهم الوردية
مر في حياتها كغيمة
من شباط كانت جميلة بيضاء لكنها لما تمطر أبدا0000
بداية شتاء جديد واعد بأمطار أعاصير وخير كثير تدور عقارب الساعة وتشير إلى
الواحدة بعد منتصف الليل السكون مطبق على تلك القرية النائية البعيدة والمظلمة الرياح
تعصف على ما تبقى من أوراق الخريف وتروح بستائر الغرفة وتأتي كأنها بعض من موج
البحر تتعارك الأحلام المقفرة في كيان الأفكار فتصدر صوتا كنحيب أرملة فقدت زوجها
مبكرا دون أن يترك لها الزمان تعويضا صغيرا 000000000
تتلاشى الدموع على
الوجنتين الباردتين كشلال قرمزي تغور بعض مياهه في تجاعيد الزمان وآلام النسيان
الشعر الأبيض غطى رأسها والهموم أثقلت كاهلها
عشرون خريفا مروا
ومازالت تنتظر000
الأطفال نائمون وما
تبقى من العشاء قد برد
مشاعرها بردت
أحاسيسها تجمدت
ترفع رأسها ناظرة
للقمر كأنها ابنة العشرين فارقت حبيبها وزوجها منذ ساعات وافتقدته00 تحتضن أولادها
بغبطة من الحزن تجعلها تكتم دموع الوداع وشهقة الألم
وعدها بصيف قادم هادئ
وكثير من الهدايا الأحلام عيشة هنية وعمل شريف يكسب به رزقه ورزق عائلته المسكينة
تتعاقب الفصول وتمر الأيام
الصيف يذهب ويأتي غيره ولم يأتي الصيف المنتظر بعد
تعزي خيبتها بأنه لم
يخبرها في أي صيف سيعود ربما ليس هذه السنة وتعود لفراشها البارد الذي ما زالت
أغطيته تحمل رائحة العطر النرجسي الذي كان يضعه
ومخدتها التي نقشت عليها اسمها واسمه حين كانا عروسين تنام وتسقي الزهور
ببعض من دموعها المالحة وتغط بنوم عميق ليزورها طيفه بالحلم الأبيض تفكر في ثنايا عقلها عن أسباب هجرته التي
طالت هل هو النسيان أم ظروف الحياة القاسية 000000
الفقر الحاجة الحرمان
كل هذه الأفكار تجتمع معا في جسدها النحيل لتزيد من حرقتها و ألمها وعذابها الذي
طال
وبينما تنظر إلى
عقارب الساعة تسمع خطوات تسير حول منزلها يتملكها خوف شديد تخرج إلى حديقة منزلها
لتجد شخصا كانت تعرفه منذ عشرين عاما زوجها حبيبها والد أطفالها قد عاد تعصف
جوانحها لأول مرة من عشرين عاما من البرود والخمول وتجمد المشاعر يطير قلبها قبل
ضفائر شعرها المتناثر على كتفيها لاحتضانه ونسيان عشرين صيفا من الانتظار
تتردد للحظة الجو ليس
صيفا والسماء ليست صافية بل مغطاة بغيوم سوداء داكنة فيعود لها الارتياب من جديد
يدخلان المنزل الفقير المقفر فتحس بالدفء الذي حرمت منه أيام شبابها تبتسم ابتسامة صفراء تخفي خلفها
الكثير من الخوف والشك فتلك المدة كانت كافية لتجعلها تخاف
عاد وهو يحمل مشاريع وأفكار
لينفذها في قريته بلده وطنه ليعيد الحب والحنان لعائلة فقدته منذ زمن ليؤمن حياة
كريمة لأطفال لم ينطقوا كلمة أبي من قبل وتبدأ الاقتراحات والأفكار لمشاريعه يبدأ
بتنفيذ مشروع جديد لبلده يوفر به فرص العمل الكثيرة لأبناء قريته العاطلين عن
العمل وتبدأ العوائق والحواجز بالوقوف في طريق مشروعه ينادي ويستغيث والخسائر
والضرائب تملأ خزانة مكتبه يجد نفسه قد أفلس من جديد فقد عدنا من حيث بدأنا
وفي أحد الأماسي
الشتوية يخبر زوجته بنيته بالسفر من جديد فهو عاد لوطنه وكله أحلام لكن القدر سرق
أحلامه لم تكن زوجته متفاجأة بقراره فهي كانت تتوقع حدوث ذلك فالكثير من أبناء
وطنهم قد أصابهم ما أصابه يحزم أمتعته ويودع أولاده وزوجته ويغادر لكن ليس لوحده
فابنه البكر والكثير من شبان القرية هاجروا معه كقطيع أغنام هاجمهم ذئب مفترس وقتل
كل أحلامهم الوردية
مر في حياتها كغيمة
من شباط كانت جميلة بيضاء لكنها لما تمطر أبدا0000
فداء- عدد المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 30/03/2010
رد: بداية النهاية
شكرا لهذه الكلمات الدامية والأحاسيس السامية والمشاعر الباكية ..
سررت بقراءتها
جزاك الله عني وعن الجميع كل الجزاء وأكرر شكري للمشاركة الهادئة
سررت بقراءتها
جزاك الله عني وعن الجميع كل الجزاء وأكرر شكري للمشاركة الهادئة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى