ثمن النزاهة

كثيرة هي المواقف التي يظهر المرأ فيها على حقيقته .. وكثيرة هي مصارع الرجال .. كما انها كثيرة هي مصانع الرجال .. فكيف يصنع المرأ ؟؟
وهل النزاهة كمصطلح ترتبط بشخص الفرد أم أنها انعكاس لصنيعه وترتبط بنشأته وموروثه الحضاري ؟
لو حاولنا التحدث في ماهية النزاهة .. هل يمكننا ان نحدد أبعاداً لها ؟
نقول أن سلوك فلان منزه عن الفحش والرذيلة .. وأن أخلاقه رفيعة رفعة القيم السامية التي نشأ وتربى عليها ..
يمكن أن نضع تصورا أولياً لماهية النزاهة فنقول : النزاهة سلوك يرتبط بموروث قيمي قائم على الفضيلة والنبل والاستقامة في الطباع ، فهي انعكاس لسلوك محمود امتاز بالرشاد ، فجمل أداء صاحبه وأكسبه الرضى عن حسن الصنيع ..
ولبلوغ مغزى هذا المصطلح .. سأطرح عدة تساؤلات ..
هل تهربت يوما من جابي الضريبة وقدمت له دفاتر لا تظهر مركزك المالي الحقيقي ؟؟
هل استكثرت يوما مال الزكاة التي ستخرجها بداعي أن وضعك الآن لا يستحمل الإنفاق ؟؟
هل توجهت يوما بالانتقاد لسلوك أحد أصدقائك .. وكنت صريحا وواضحا وعادلا في حكمك ؟؟
هل قمت باختيار الموظف المناسب لشغل الوظيفة المناسبة لإمكاناته ؟
هل نجاحك في الانتخابات كان انعكاسا لجدارتك واستحقاقك ؟؟
هل أرضيت الله في عملك فأديته على أكمل وجه ؟؟
هل تشعر براحة الضمير وأنت تسترجع أعمالك اليومية وتوثقها ؟
هل كنت عادلا في حكمك على شخص.. ولم تتأثر بأي ظروف لها صله من قريب أو بعيد بطبيعة علاقتك مع من تحكم عليه ؟؟

حقيقة أردت من هذا الموضوع الصعب جدا .. أن أرسل رسالة بالغة الوضوح لكل من هو في مركز مسؤولية .. أن يتمثل النزاهة في سلوكه .. ويبني بنيانه على أساس الفضيلة .. فنحن في زمن أصبحت الفضيلة مجرد شعارات ومظاهر .. والنزاهة لا تقتصر على الفعل بل تمتد أيضاً لتطال الظن والقول .. حيث أن النزاهة تنقي القول من أبغضه ، والفعل من أرذله ، والظن من أسوئه .
وما أراه في أمتي هو أشبه بكارثة سببها انعدام النزاهة وثمنها هو دمار الأمة ، فالدين أصبح غريبا على ألسنة الأئمة والدعاة ، والعلم أصبح مجرد كتب تزين مجالسنا ، والعمران للأشباح .. والسياسة خيانة ، والوطن سوق ، والشرف تخلف ، والمرأة سلعة ، والسقوط تحرر ، والقيم عادات ..
والتاريخ أسود ....

سأترك الباب مفتوحا لنتجاذب أطراف الحديث .. ربما هناك نقاط أغفلتها فنقف عندها ونؤسس عليها