العمل العربي المشترك
صفحة 1 من اصل 1
العمل العربي المشترك
منذ حقبة من الزمن كنا نسمع في وسائل الإعلام على اختلافها كثيرا من المصطلحات التي أصبحت في يومنا هذا إما طي النسيان أو أنه تم تغيير مضمونها مع الابقاء على شكليتها تطبيقا لمقولة : " اللي مالو قديم مالو جديد " .. كالدفاع العربي المشترك والأمن العربي المشترك والمصير العربي المشترك والعمل العربي المشترك .. وغيرها
واتضح فيما بعد أن جميعها - وأقصد تلك العبارات المرنانة - كان مجرد حقن مورفين ومهدئات ومسكنات هدفها إسكات الشارع العربي المهموم والمغموم والمسموم والمحبط والتائه والباحث عن لقمة العيش ، وما أستغربه هو أنه لم يكن هناك داع للتشدق بمثل تلك العبارات لطالما أن هذا الشارع غير مبالي فكل يغني على ليلاه من المحيط للخليج ، ولكن أكثر ما يلفت النظر هو مصطلح العمل العربي المشترك .. العمل الذي يعكس في حقيقة الأمر التضامن العربي والتكامل العربي والوحدة العربية ووحدة المصير ، واتضح أكثر وتحديداً في عصرنا هذا أنه حتى هذه المفاهيم هي صورية ومفرغة من الداخل ، فالتضامن العربي بات في مهب الريح أو قاب قوسين أو أدنى من التحول للتشتت العربي ، لذلك نلاحظ أن بعض القادة العرب يحاولون بين الفينة والأخرى إعادة صياغة أو ترميم هذا المصطلح لأنه يتآكل بفعل الزمن والإهمال فإما يلبسونه لباساً جديدا ليحمل معاني جديده وإما يحافظون عليه في أدنى مفاهيمه ، وأظن ان هؤلاء القادة تم اختصارهم في اثنين أو ثلاثة على الأكثر
المهم .. يحاول البعض أن يلبس هذا المصطلح توبا فضفاضا .. ليكون أكثر تنوعا وشمولية وسذاجة ، فالعمل العربي المشترك ليس بالضرورة أن يكون موجها ضد أعداء العرب أو الاسلام ، فهذا يجعله في حقيقة الأمر عملا إرهابيا يخالف الأعراف والمواثيق الدولية ، لذلك لابد أن نبحث عن الجانب المشرق من هذا العمل وليس بالضرورة أن تكون نتائجه سياسية ، لتكن نتائجه اجتماعية وموجهة لزرع أفكار السلام والحب والانفتاح فنحن العرب دائما نرفع راية الزيتون وحمامة السلام ، لأن هذا يعكس حقيقة ميولنا الحضاري ويسرع من تقبل الغرب لنا كبشر .. وليس كإرهابيين
مع كل أسف تحولت المفاهيم وتغيرت التوجهات وأصبح العمل العربي المشترك عملا دراميا مسرحيا تمثيليا مشتركا تحول بفعل الفكر الاستهلاكي السائد والمدجن والذي تروج له وسائل الاعلام وتغذيه من خلفها قوى الظلم والضلال لمجرد شعارات اجتماعية وثقافية ، فالعمل العربي المشترك يجب أن يكون ذا توجه اجتماعي لأن المجتمع ونظرا لسلسلة الانتكاسات والإحباطات التي مر بها أصبح أكثر ترهلا من قبل وتشتتا وضياعا وتفككا ، ولكن ما هو المضمون الاجتماعي الذي أرادو تحويله لثوب فضفاض ؟؟
المجتمع العربي ممزق بفعل خلافات القادة بين أنفسهم ، وبفعل الميول الدينية المختلفة ، وبفعل التباين في تقاسم وتوزيع الثروات ، وبفعل سياسات التجويع المتبعة ، وبفعل التبعية المطلقة للقوى العالمية ، وبفعل الابتعاد عن الدين
بل تنوعت المصالح العربية كتنوع المأكولات العربية .. وبات لا يخفى على أحد أن الواقع السياسي العربي رغم سوداويته له ما يبرره ، فإن كان رب البيت في الطبل ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .
سأوسع الدائرة قليلا لكي أكون أكثر وضوحا ، العمل العربي المشترك أصبح عملا موجها لتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم ، أصبحت الجهود منصبة نحو تمزيق ما تبقى من أوصال تحاول الجمع بين اطراف هذا الجسد ، أصبحت التوجهات تحوم حول آليات تمزيق الصف العربي من خلال تسخيف الآمال والتطلعات والأهداف والتوجهات ومن خلال تفريغ الفكر العربي من مضمونه الحضاري وبعده الانساني ومعتقده الديني
أصبحت الحكومات العربي تنتظر برنامج " حليمة بولند " لتتسمر أمام التلفاز فتتنافس في حل الشيفرة الحقيقية لما يرمي إليه هذا البرنامج ، فهو عمل عربي أيضاً هدفة تلهية الجيل وإشغاله بما يثري غريزته وفكره ورسالته ، ونظرا للشغف المفرط الذي تعانيه هذه الحكومات والناتج عن حرمان أزلي أصبحت تنتظر وبفارغ الصبر مسلسل " زهرة وأزواجها الخمسة " فهوعمل عربي مشترك ترى فيه هذه الحكومات موجها تربويا للأسرة العربية ومدرسة للعلاقات الاجتماعية المتماسكة ونموذجا متميزا لحل كل المشاكل الاجتماعية في مجتمعنا العربي ، أما مسلسل " عايزة أتجوز " فهو بمثابة قنبلة الموسم حيث ترى هذه الحكومات أنه أكثر ما يمكن أن يساهم في صناعة المرأة العربية العصرية لأنه يصقل مواهبها وتوجهاتها وينمي فكرها وأهدافها ويجعل منها قطاعا عاما مباحا ومنتجا وذو مردودية اقتصادية واضحة ، أما مسلسل " أبو جانتي " فرغم سخافته إلا أنه يمثل الشريحة العظمى من الشارع العربي إنه أكبر إنتاج للحكومات العربية ، فهذا هو المواطن العربي في نسخته العصرية هذا هو المواطن الذي يجب أن نعتمد عليه في بناء أركان الدولة الحديثة المنيعة والقوية
وأخيرا أتساءل هل حقا سيأتي اليوم الذي نصبح فيه سادة العالم ؟؟ لست أدري ..فما ذكر آنفا هو عمل عربي مشترك ربما يساهم في تحويلنا لسادة ولكن على من ؟؟ الله أعلم
واتضح فيما بعد أن جميعها - وأقصد تلك العبارات المرنانة - كان مجرد حقن مورفين ومهدئات ومسكنات هدفها إسكات الشارع العربي المهموم والمغموم والمسموم والمحبط والتائه والباحث عن لقمة العيش ، وما أستغربه هو أنه لم يكن هناك داع للتشدق بمثل تلك العبارات لطالما أن هذا الشارع غير مبالي فكل يغني على ليلاه من المحيط للخليج ، ولكن أكثر ما يلفت النظر هو مصطلح العمل العربي المشترك .. العمل الذي يعكس في حقيقة الأمر التضامن العربي والتكامل العربي والوحدة العربية ووحدة المصير ، واتضح أكثر وتحديداً في عصرنا هذا أنه حتى هذه المفاهيم هي صورية ومفرغة من الداخل ، فالتضامن العربي بات في مهب الريح أو قاب قوسين أو أدنى من التحول للتشتت العربي ، لذلك نلاحظ أن بعض القادة العرب يحاولون بين الفينة والأخرى إعادة صياغة أو ترميم هذا المصطلح لأنه يتآكل بفعل الزمن والإهمال فإما يلبسونه لباساً جديدا ليحمل معاني جديده وإما يحافظون عليه في أدنى مفاهيمه ، وأظن ان هؤلاء القادة تم اختصارهم في اثنين أو ثلاثة على الأكثر
المهم .. يحاول البعض أن يلبس هذا المصطلح توبا فضفاضا .. ليكون أكثر تنوعا وشمولية وسذاجة ، فالعمل العربي المشترك ليس بالضرورة أن يكون موجها ضد أعداء العرب أو الاسلام ، فهذا يجعله في حقيقة الأمر عملا إرهابيا يخالف الأعراف والمواثيق الدولية ، لذلك لابد أن نبحث عن الجانب المشرق من هذا العمل وليس بالضرورة أن تكون نتائجه سياسية ، لتكن نتائجه اجتماعية وموجهة لزرع أفكار السلام والحب والانفتاح فنحن العرب دائما نرفع راية الزيتون وحمامة السلام ، لأن هذا يعكس حقيقة ميولنا الحضاري ويسرع من تقبل الغرب لنا كبشر .. وليس كإرهابيين
مع كل أسف تحولت المفاهيم وتغيرت التوجهات وأصبح العمل العربي المشترك عملا دراميا مسرحيا تمثيليا مشتركا تحول بفعل الفكر الاستهلاكي السائد والمدجن والذي تروج له وسائل الاعلام وتغذيه من خلفها قوى الظلم والضلال لمجرد شعارات اجتماعية وثقافية ، فالعمل العربي المشترك يجب أن يكون ذا توجه اجتماعي لأن المجتمع ونظرا لسلسلة الانتكاسات والإحباطات التي مر بها أصبح أكثر ترهلا من قبل وتشتتا وضياعا وتفككا ، ولكن ما هو المضمون الاجتماعي الذي أرادو تحويله لثوب فضفاض ؟؟
المجتمع العربي ممزق بفعل خلافات القادة بين أنفسهم ، وبفعل الميول الدينية المختلفة ، وبفعل التباين في تقاسم وتوزيع الثروات ، وبفعل سياسات التجويع المتبعة ، وبفعل التبعية المطلقة للقوى العالمية ، وبفعل الابتعاد عن الدين
بل تنوعت المصالح العربية كتنوع المأكولات العربية .. وبات لا يخفى على أحد أن الواقع السياسي العربي رغم سوداويته له ما يبرره ، فإن كان رب البيت في الطبل ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .
سأوسع الدائرة قليلا لكي أكون أكثر وضوحا ، العمل العربي المشترك أصبح عملا موجها لتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم ، أصبحت الجهود منصبة نحو تمزيق ما تبقى من أوصال تحاول الجمع بين اطراف هذا الجسد ، أصبحت التوجهات تحوم حول آليات تمزيق الصف العربي من خلال تسخيف الآمال والتطلعات والأهداف والتوجهات ومن خلال تفريغ الفكر العربي من مضمونه الحضاري وبعده الانساني ومعتقده الديني
أصبحت الحكومات العربي تنتظر برنامج " حليمة بولند " لتتسمر أمام التلفاز فتتنافس في حل الشيفرة الحقيقية لما يرمي إليه هذا البرنامج ، فهو عمل عربي أيضاً هدفة تلهية الجيل وإشغاله بما يثري غريزته وفكره ورسالته ، ونظرا للشغف المفرط الذي تعانيه هذه الحكومات والناتج عن حرمان أزلي أصبحت تنتظر وبفارغ الصبر مسلسل " زهرة وأزواجها الخمسة " فهوعمل عربي مشترك ترى فيه هذه الحكومات موجها تربويا للأسرة العربية ومدرسة للعلاقات الاجتماعية المتماسكة ونموذجا متميزا لحل كل المشاكل الاجتماعية في مجتمعنا العربي ، أما مسلسل " عايزة أتجوز " فهو بمثابة قنبلة الموسم حيث ترى هذه الحكومات أنه أكثر ما يمكن أن يساهم في صناعة المرأة العربية العصرية لأنه يصقل مواهبها وتوجهاتها وينمي فكرها وأهدافها ويجعل منها قطاعا عاما مباحا ومنتجا وذو مردودية اقتصادية واضحة ، أما مسلسل " أبو جانتي " فرغم سخافته إلا أنه يمثل الشريحة العظمى من الشارع العربي إنه أكبر إنتاج للحكومات العربية ، فهذا هو المواطن العربي في نسخته العصرية هذا هو المواطن الذي يجب أن نعتمد عليه في بناء أركان الدولة الحديثة المنيعة والقوية
وأخيرا أتساءل هل حقا سيأتي اليوم الذي نصبح فيه سادة العالم ؟؟ لست أدري ..فما ذكر آنفا هو عمل عربي مشترك ربما يساهم في تحويلنا لسادة ولكن على من ؟؟ الله أعلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى