الاجهاض
صفحة 1 من اصل 1
رد: الاجهاض
24/03/1431 هـ الموافق 10/03/2010 م
حديثي اليوم سيكون مأساويا .. لأنه يمس أعز وأغلى وأرق وأطيب المخلوقات على وجه البسيطة ..لأنه يتناول قضايا المرأة ..
سأتحدث اليوم عن الاجهاض .. مسبباته .. نتائجه .
في كل عام يخسر العالم قرابة نصف مليون امرأة مجهضة ..
وبدأت أصوات المستثمرين في لندن تعلو مطالبة بسن قوانين تشرع الاستثمار في النساء لأنها أكثر التجارات ربحية .. لطالما أستقطبت أفلام الدعارة وصور البغاء في الميديا أكبر عدد من المشاهدين على الاطلاق ودرت مليارات الدولارات في أزمنة قياسية ..
وقد دعت المنظمات الدولية أن تكون المراة سيدة قرارها فيما يتعلق بالإنجاب .. وطالبت الحكومات أن تشرع قوانين تسمح للنساء اتخاذ هذا القرار ، و «منع الحمل غير المرغوب به وجعل الطفولة اكثر أمناً في أفريقيا وآسيا»
تعمدت أن أبدأ بهذه المقدمة .. لأنني أشعر أن هناك خبايا وجرائم ستنتهك بحق المرأة وبتأييد الشرعية الدولية والقوانين ..كيف ؟ سنأتي على ذلك في سياق الحديث
حسنا سأبدأ بالتحدث في ماهية الإجهاض ..
الإجهاض هو إسقاط الجنين ( منذ تكونه كمضغة وحتى التخليق الكامل ) قبل أن تكتب له الحياة ، إما بإرادة المرأة أو بسبب خارج عن الإرادة .. وبشكل أكثر دقة : هو لفظ الجنين من الرحم قبل اكتماله .
فما هي الأسباب التي تدفع بالاجهاض اللاإرادي ؟؟
إن أسباب الإجهاض الخارج عن إرادة المراة عادة ما تكون بغير رغبتها أولأسباب مرضية ومنها :
- تشوهات خلقية في الرحم لا تساعد على بقاء البويضة على جدار الرحم وربما لا تساعد حتى على التلقيح
- تشوهات في البويضة أو في منوية الرجل ، فيكون نتاج التلقيح معلولا .
- إلتهابات نسائية ناتجة عن الإهمال وقلة الوعي
- إصابة المرأة بمرض السكر وارتفاع الضغط حيث يسقط الجنين قبل مرور سبعة أشهر .
- التدخين الذي يعمل على تشويه الجنين فإما يولد مسخا أو يسقط قبل اكتماله وكذلك تعاطي المخدرات ، وشرب الخمور
- فقر الدم
- الحالة النفسية للمرأة .
- قلة الغذاء والريجيم القاسي .
- تناول الادوية من دون وصفات .. كالأسبيرين والبروفين والكورتيزون وأدوية حب الشباب وتنقية البشرة .
- تعرض الحامل للأشعة السينية وأشعة إكس .
- مرض القلب وارتفاع ضغط الدم الشرياني والأورام السرطانية
في الحالات السابقة يكون الإجهاض خارج إرادة المرأة .. ولكن هل هناك أسباب أخرى تدفع المرأة للإجهاض ؟
من أخطر الأسباب وأكثرها تأثيرا في بنية المجتمع .. الانحلال الأخلاقي .. والتحرر غير المنضبط ، قد يفكر البعض بالقول إن الزوجة قد لا ترغب بالإنجاب لأي سبب عارض .. فهي ربما تخشى من تشوه الجنين وقد تخشى من غموض مستقبله نظرا لخلافات أسرية ، وقد تخشى من الفقر وهو أكثر الدوافع للإجهاض ، وقد يكون السبب عمل المرأة وما يتطلبه ذلك من تفرغ كامل .. وقد يكون السبب نصائح يتم تداولها في عالم النساء تهدف للحفاظ على الشكل وتقاسيم الجسد ، وقد يكون بسبب كثرة البنات والخشية من أن يكون المولود بنت أيضا .. وغيرها الكثير من الأسباب التي هي مرفوضه جملة وتفصيلا شرعا .
هل تعي المرأة التي تقدم على الإجهاض مدى خطورة ما تقوم به ؟
سأركز على موضوع التوعية قبل أي شيء .. نعم التوعية التي تفتقر لها المرأة في مجتمعها .. فهي بين قرنائها قلما تتحدث عن نتائج الاجهاض .. فإن علمت بها لما أقدمت عليه في الأساس ، من نتائج الإجهاض :
- العقم نظرا لانسداد قنوات الرحم ( البوقين ) ، وضعف الرحم ، حيث سيتكرر الإجهاض وخصوصا إن كانت عملية الإجهاض الأولى قبل أول ولادة .
- تمزق عنق الرحم ، وظهور ثقوب متقرحة ينجم عنها انتانات وتسممات .. وربما التهابات تصبح مزمنة مع مرور الزمن .. جميعها قد يؤدي إلى استئصال الرحم .
- قصور في نشاط الكلى ، والتهاب الشرايين والاوردة المحيطة بالرحم .
- ولعل أكثر ما يهم المرأة هو الشكل .. حيث ان الإجهاض يعمل على رخاوة العضلات المحيطة بالرحم فتظهر بطنها بشكل مزعج وخاصة مع مرور الزمن وتكرار الإجهاض .
ولننظر إلى عملية الإجهاض من نقطة ثانية ..
هل يجوز للمرأة أن تفطر في رمضان .. وكما نعلم جميعا أن الإفطار في رمضان من المحرمات التي تستوجب الاستتابة والكفارة .. وبشروط ..
لقد حلل الرحمن للمرأة الحامل أن تفطر رمضان إن كان الصيام يؤثر على الجنين ، وهذا حق منحه الله للجنين وهو حق الحياة ، وكائنا من كان لا يجوز له أن يتدخل في مسيرة حيات الجنين ، فاعتبر الرحمن أن حرمان الجنين حق الحياة هو جريمة قتل ، ومن جهة أخرى وهي ايضا بالغة الاهمية .. أجاز الشرع تأخير القصاص على المرأة إن كانت حامل .. احتراما لحملها ، وإيمانا بأن من حق الحمل التمتع بالحياة لطالما مشيئة الله أوجدته ، والنقطة التي تثير الاهتمام أن الذي يضرب المرأة على بطنها وهي حامل ويسقط جنينها فإن عليه دية ولن تقبل توبته ما لم يدفع دية القتل .. أي ان الجنين يعامل معاملة الانسان الحي .. فلن يغفر الله عن المجهضة إلا بالكفارة وعتق رقبة مؤمنة أو صيام شهرين متتاليين .
وبعد كل هذا كيف تجرأ المرأة وتقدم على هذا الفعل المشين .. إنه مشين لأنها تخالف علنا إرادة الله .. لن أكون ظالما إن قلت أن المراة التي تقدم على فعل الإجهاض هي امرأة غير مؤمنة .. ( باستثناء إن كان الحمل يودي بحياتها وقتها حلل الرحمن إسقاطه ) .
بعد هذا العرض .. لنحاول الغوص أكثر في فعل الإجهاض وأساليبه الحديثة ..
بانتشار الانترنت في المنازل ، ومع ازدياد أعداد القنوات الفضائية التي تروج لأدوات الطبية والأدوية .. أصبح من السهل على المرأة أن تتعلم آلية الإجهاض .. حتى ان هناك قنوات دعائية تروج لأجهزة تساعد على إتمام الإجهاض بأقل الخسائر .. والنتيجة أن أكثر النساء اللواتي يستخدمن الأدوات والأدوية التي يروج لها بطرق تجارية يحتجن لعمليات إجهاض تقليدية في المستشفيات .
أما على الصعيد الجسدي والألم .. فإن الإجهاض غالبا ما يرافقه آلام كتلك التي تكون في المخاض .. وإن حاولنا التخفيف نقول كتلك التي ترافق العادة الشهرية .. أما على الصعيد الملموس فأن الألم سيكون على شكل تقلصات في عضلات المعدة يصحبها نزيف مهبلي إضافة إلى آلام في الظهر حادة ، مع ارتفاع في درجات الحرارة ، وهذا سببه أن الجسم يتخلص من الجنين فينزعه من بطانة الرحم .. وهذا ليس بالأمر السهل .
وفي حال توفي الجنين لأي سبب كان .. فإنه يرافق ذلك آلام خفيفة في الرحم .. ودليل موته .. استئناف الدورة نشاطها ، وانقطاع اعراض الحمل .. وقتها وجب للمرأة ان تخضع للإجهاض وبعده الكورتاج .. وتنقية الرحم من بقايا الجنين الميت والمشيمة .
بعد هذا الحديث المطول .. كيف يمكن ان أوجه حديثي لما هو مفيد ..
سأتحدث عن النساء اللواتي لم يدخلن قفص الزوجية ومع ذلك حبلن وتحولن لنسوة حوامل .. ما الذي يدفعهن لبلوغ ما بلغنه ؟
إن الحضارة لها نتائج .. ومن نتائجها رقي العلاقات الاجتماعية ، ومن نتائجها تطور العلاقات الاجتماعية في قالب العادات والتقاليد والسلوكيات السامية والتعاليم الشرعية .. والحضارة لا تعني انحلالا في الأخلاق ، ولا الحرية تعني الفلت والمضي قدما وراء الأهواء والملذات .. ومع كل أسف في مجتمعاتنا العربية والإسلامية نفهم الحضارة بأنها حرية السلوك وحق التحرر من قيود المجتمع والدين .
هكذا تروج وسائل الإعلام الغربية .. وهكذا ترسم الأفلام العربية والاجنبية صورة التحرر ، فالفتاة بمجرد بلوغها سن الرشد يحق لها أن تتنقل من فراش لفراش بلا رادع ولا وازع ديني ولا أخلاق .. وبذلك تكون قد قدمت نفسها على طبق من ذهب للشيطان .. وباعت نفسها في سوق النخاسة بلا ثمن .. وتحولت لسلعة تتلقفها الأفواه اللاهثة والعيون الجائعة والشهوات الشرسة .. عندها مهما حاول المصلحون ( سواء كانو علمانيين او أصوليين ) فإنهم لن يصلحوا ما أفسدته النفس البشرية ، ولن يجد نفعا كل التحذير من ويلات التورط في ملذات الحياة الدنيا ..
ووقتها يكون الغرب وعلى رأسهم الصهيونية العالمية قد حققوا مآربهم في هز هذا المجتمع والعبث بكل شرائعه وعاداته وتقاليده ، فالمراة هي أهم لبنة في بناء المجتمع فإن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع .. وأخشى ما اخشاه فساد الامة .. ليس لأنها رهنت نفسها للشيطان ( وأقصد الأمة ) بل لأنها تنازلت عن كونها افضل أمة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ..
نلتقي على محبة الله ونفترق على امل اللقاء في حب الله .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى