صفوة الصحبة ( 1 )

أحبتي في الله ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
في هذه الفسحة من العالم الالكتروني .. سأحاول ان أستعرض سيرة متميزة لخيرة من صاحب الرسول الكريم محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم عليه .. سيرة أنى لنا مثيلا بها .. نقتدي ونتعلم ونتزود بآثارها كي تكون لنا عونا في مسيرتنا المظلمه

اليوم سأتحدث عن صحابي كان صورة مشرقة من الكبرياء والشموخ والعزة والأنفة والتواضع .. كان سيدا في أوس ، هجر قومه وقال لقومه : كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا .. فأسلموا ، " أسلمو لوعد توعده فيهم " ، فما كان منهم إلا أن أسلموا خوفا من جفائه وبعده عنهم .. يا لهذا الحب .. هكذا يكون القائد .. <<< أين أنتم يا قادة العرب من هذا القول والفعل .. من منكم إن قال سأتنحى من منصبي سيلقى آذانا صاغية تطالبه بالعكوف عن مجرد القول وليس الفعل ..
هذا الصحابي كان سيدا .. جميل المنظر .. ابيض اللون .. ذو بنية جسدية متميزة .. هادئ وقليل الكلام ..
في غزوة بدر خطب أما الرسول وكان حاملا للواء الأنصار ,, وقال قولته الشهيرة : فوالذي بعثك بالحق نبياً لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك .. وكان يصغر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأحدى وعشرين عاما ..
خاض ثلاث غزوات مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي: غزوة بدر ، غزوة احد ، غزوة الخندق .
واستشهد متأثرا بجراح أصابته في غزوة الخندق ، وكان آخر عهده ان ولاه الرسول على بني قريظة فحكم بهم وأنزل فيهم عذابا المجرمين حيث قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات .. أو كما قال .

إنه الصحابي الجليل : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الاشهل والمكنى بأبي عمرو
وقد جاءه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مجلسه وهو يحتضر فقال اللهم ان سعدا قد جاهد في سبيلك, وصدق رسولك,وقضى الذي عليه, فتقبل روحه بخير ماتقبلت به روحاً.فلما سمع سعد كلام رسول الله فتح عينيه ثم قال : السلام عليك يارسول الله, اما اني اشهد انك رسول الله , وقال سعد: جزاك الله خيراً يارسول الله من سيد قوم , فقد انجزت الله ماوعدته , ولينجزنك الله ماوعدك.
وجاء جبريل محمدا قائلا : يامحمد من هذا الميت الذي فتحت له ابواب السماء واهتز له العرش؟
فقام الرسول عليه الصلاة والسلام يجر ثوبه الى سعد فوجده قد مات ..
وساقه القوم بجنازة إلى مثواه الأخير عن عمر يناهز السابعة والثلاثين ربيعا ، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام أثناء حمله للقبر : ان له حملة غيركم ( وقد روى عن النبي أن سبعون الفاً من الملائكه نزلوا الى الارض لاول مره حضروا جنازته ) , والذي نفسي بيده , لقد استبشرت الملائكه بروح سعد واهتز له العرش.
فلما دفن سعد تغير وجه الرسول عليه الصلاة والسلام فسبح, فسبح الناس معه ثم كبر وكبر الناس معه فقالوا: يارسول الله مم سبحت؟ قال: لقد تضايق على هذا العبد الصالح قبره حتى فرجه الله عنه

تغمدك الله برحمته وكتبنا بصحبتك وصحبة النبي محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم عليه وصحبه وآله أجمعين .