الدعارة في عالم النساء

الحمد لله الذي وهبنا نعمة العقل .. وسخر لنا طريق العلم والأخلاق والعمل أساسا للارتقاء بقيمنا وعاداتنا وحياتنا ..

اليوم سأتناول موضوع خطير جدا .. خطير لأنه آفه اجتماعية تصيب كل المجتمعات المحافظة والمتمردة في بغائها .. وسأرفق من خلال هذا الموضوع صور أشكر أخي المجرم (صريح ) الذي زودني بها عبر الإيميل وجعلني لا أنام يوما كاملا .. من هولها .. فشكرا له ..
الدعارة .. هي سلوك اجتماعي مشين يقوم على بيع الجسد إما علانية أو بالخفاء .. والترويج للبغاء بمقابل المال ، مما يخدش الحياء العام ويودي بالمجتمع نحو التيه والضياع والفساد والتفلت والرذيلة ..
البغية .. التي قررت بيع جسدها في شوارع مظلمة وفي بيوت معتمة .. مثلها كمثل الهائمة .. لا تفهم إلا لغة الجسد .. والضحية كان الله بعونه .. فما أدراك كم من رجل مارست معه البغاء .. وما ادراك ما نوع الامراض التي أصبحت الناقل الأساسي لها ..
في البدء سيشعر من يتعاطى الجنس بمتعة متميزة ربما تدفعه للتفكير مليا بان يقدم على فعلته ثانية وثالثة .. فهو كالقط الصغير الذي وقع في يد الباغية أو لنقل بائعة الهوى فأمتعته وأسكرته حتى النشوى ..

ثم سرعان ما تبدأ ببث سمومها في جسده سموم الافعى الرقطاء كي تسكره بمتعة منقطعة النظير وتنسيه أن وراء هذه المتعة دمار ليس كمثله دمار وتيه ليس كمثله تيه

وتأتي مرحلة جني الثمار .. نعم يبدأ شبح الموت في التغلغل إلى جسده تدريجيا .. ويبدأ مفعول الأوبئة بالانتشاء والتفاعل .. فتطؤه هذه البغية في أعماق قلبه لتحاول الانتقام لشرفها الذي باعته في سوق الكساد بلا ثمن ..

ولن يشفي غليلها مجرد موته بل ستعمل على تشويهه والتمثيل به فتقتلع عينه وتطحن جمجمته بحذائها ، فالحقد الدفين بداخلها لا يمكن أن يطفأ ، والنيران لا بد وأن تأكل كل من يلمسها ..

ربما ستهنأ عين الباغية عندما ترى أن ضحيتها قد فقأت عيناه .. نعم وبحذائها المزود بكعب يتجاوز 15 سم ، هاتين العينين التي رأت جسدا عاريا مشوها بالعهر ، فالتهمت من النار ما يجعلها تلظى دون رحمة .في نار جهنم خالدة مخلدة لا تأخذ الرحمة فيها سبيلا ..

وهذا الدماغ الذي جمع بداخله صورا لجسد عاري من الرأس إلى القدم ، بل واستخدمه صاحبه في التفنن في كيفية ممارسة ما حرم الله .. كيف لو أنها أخرجته هذه البغي وألقت به على قارعة الرصيف .. ماذا جنى هذا المتمرد على الدين والحشمة والخلق القويم سوى التردي والضياع والتيه والموت شر ميته .. ومعصية الخالق ؟؟

يا هذا الرجل المسكين .. يا من ألقيت نفسك بالتهلكة .. هل أعجبتك هذه النهاية .. هل ارتاحت عيناك مما تشاهده من عمل شنيع بحق هر صغير .. أنت هو الهر الصغير الذي استهوته وحشية هذه البغي .. نعم لقد باعت نفسها وكان الثمن ليس مالك فحسب بل حياتك .. فلتهنأ بما حوته احشاؤك من أوبئة وأمراض كالايدز والزهري ولتهنأ بهذه الميتة .. فقد يلعنك الناس يوما .. وقد يقول عنك البعض لقد استحق ما جنته يداه .. لكن لن تجد من يقول رحمه الله .. لأنك تمردت على نواميس الكون وعصيت امر الخالق .. ووطأة بغية سلمتك مفاتيح أبوابها لتنعم بنار لا يصلاها إلا الأشقى ... فيا لك من شقي .. ويا لهذه البغي من مجرمة بحق الإنسانية ..

وأخيرا .. أعتذر عن بشاعة هذه الصور .. فجريمة الزنا والاتجار بالجسد هي أيضا صور بشعة يشهدها المجتمع كل يوم .. النهاية نفس النهاية .. والمصير واحد .. فلترتدع يا ابن آدم ولتحصن نفسك فالله شاهدك والله ناظرك .. والله لا يهمل يوم الحساب .

وأخيرا .. شكرا لأخي العزيز (( المجرم بالفطرة )) صريح الذي زودني بهذه الصور .. التي تمزق الافئدة .. وسحقا لهذه البغي .. ووالله سيأتي يوم ينالها نفس المصير .. ولن ينفعها اللوم أو الندامة

التحية والشكر والتقدير لكل المساهمين بآرائهم وأفكارهم .. شكرا للأخ عبد الرحمن على إطلالته المتميزة .. شكرا للأخت موج البحر صاحبة اللسان الحر .. وشكرا للأخت مواطنة عربية صاحبة الفكر النقي .. وشكرا للأخت جازية صاحبة الحجة ..
الموضوع يدور حول : البغي .. أو بائعة الهوى ..
لست هنا في معرض الحديث عن الأسباب التي أدت لدفع هذه الأنثى لهذا العمل المشين .. فهذا يستحق موضوع آخر مستقل .. لكن سأتناول الموضوع من زاوية اخرى .. هي فعل البغاء وانعكاساته ..
اولا سأقول : لا تزر وازرة وزر اخرى .. لا يمكن ان اجد سببا لمن تبيع جسدها كي ابرر فعلتها .. مهما دارت عليها الدوائر فإنه لا تبرير لفعلتها .. سواء كان الرجل هو السبب أو المجتمع أو الظروف أو الحاجة .. ليس تبريرا ولن تحصل على رخصة منعها الله عنها .. وهذا خط أحمر أتمنى عدم الجدال فيه ..
أختي العزيزة موج .. لن أناصر أحدا إلا في الحق .. ولن أدافع عن شخص لم يستطع ان يجب المحظور عنه .. وعندما أركز في موضوعي على نقطة معينة فهذا يعني أن أتخصص في الطرح .. اي عندما أتحدث عن باغية فمن الحياء ان أقرنها بمحتشمه تخاف الله والرسول والمجتمع .. إذا هنا لست في معرض المقارنة أو الخلط .. حديثي مركز في مسار واحد هو تلك التي تقدم على فعل الفاحشة فتبيع جسدها لقاء فتاة الدنيا جهارا نهارا في أزقة العهر المعتمة والعفنة أو في بيوت الليل ( علب الليل الحمراء ) ، وكلاهما واحد ..
سيدتي سأبدأ من نواة تشكل المشكلة ..
في زمن انعدمت في القيم المثلى كالكرامة والمروءة والعزة والرجولة والطهر والعفة ( أي القيم النبيلة ) ، وظهرت فيه قيم متزايدة للرذيلة كالكذب والخداع والرياء والعهر ( اي قيم الفساد ) ، اصبح الانحلال الخلقي عنوانا رئيسيا يسم سلوكيات المجتمعات ، ومنها العربية والاسلامية التي وبفعل العولمة والانفتاح لم تعد مغلقة على نفسها بل راحت تشرب من كل نبع لترتوي وتشفي ظمأها ..
هذه المجتمعات التي تشوهت فيها القيم نظرا لانحرافها عن الدين أو السلوك الاجتماعي القويم .. راحت تلقى الدعم من الأنظمة والقوانين وأصبحت مظاهر الفساد تحميها القوانين الناظمة تحت شعار الحرية الشخصية .. والديمقراطية الليبيرالية .. والانفتاح .. أي اصبح للمحرمات غطاء قانوني يحميها ، وانتشرت بيوتات الدعارة في كل مكان .. حتى في اقدس المناطق ، وهذا واقع نعيشه .
ليست القضية اعتداء على الانوثة بوصفها بهذه الصفات التي تترفع عن الآدمية .. ولكن عندما نتلمس الألم فإننا لابد وأن نتحدث عنه دون إخفاء ملامحه ..

أختي العزيزة مواطنة عربية ..
هذه الظاهرة تنتشر كما تنتشر النار في الهشيم .. وما زاد في انتشارها أن القوانين أصبحت تحمي الدعارة تحت بند الحرية الشخصية والانفتاح وتشجيع السياحة والعولمة والدين لله والوطن للجميع .. وأصبحت البغي تعمل علنا بموجب رخصة تخولها ذلك .. تحولت الدعارة لمهنة تمارسها النساء في عالمنا العربي علانية في المنتجعات السياحية وفي علب الليل وفي المرافق العامة وفي المزارع والمنتزهات .. لقد اختل ناموس الكون وأصبحنا قاب قوسين أو أدني نشبه الغرب في كفره وإلحاده .
لن أفرض رأيا منفرا ولكن أتحدث بلغة بسيطة وواضحة .. من منا يملك الجرأة لإعطاء رخصة لمن تلوثة يدها بالحرام .. من يملك القدرة على تبرير سلوكها بالظروف ؟؟
أظن جازما انه لا احد ، فلا الرجل سببا في تسيب المرأة وبيعها لجسدها ولا المجتمع ولا العادات والتقاليد ولا التشدد . إنها النفس وما تهوى .. وأركز بقولي لا يصح أن نقرن الغث بالثمين .. حيث لا يعقل أن أتحدث عن البغي وفي نفس الوقت أقول إنه من المستحيل للأنوثة برقتها وعذوبتها ان تتجرأ وتقدم على هذا الفعل إلا إذا كان هناك من يجبرها على ذلك .. ليس تبريرا البتة .. من انجرت قدمها في الحرام هي على علم بما تقدم عليه من فعل وتعلم ما تجني يداها من اثم .. فلا نحاول تبرير أي سلوك انغمس في الحرام .
نقطة اخرى .. ليست المشكلة في المسمى .. من النعجة المسكينة التي وقعت في براثن الذئب اللئيم والمجرم .. ولكن جوهر القول أن الجزء الأكبر من الاثم يقع على المرأة البغي .. لأنها تعرف كيف تغوي القلوب والافئدة وتجر النعاج نحو المقصلة بدهائها وكيدها ..
لو حاولت متابعة حركة المومسات أو بائعات الهوى في العالم العربي لوجدتها في كل مكان ..
في سورية انتشرت هذه الظاهرة مؤخرا وبشكل مخيف بعد دخول العراقيين لسورية بالملايين ، حيث اختلطت البغي العراقية مع الروسية مع الايرانية مع اللبنانية مع المحلية ، في المنتجعات والفنادق خمس نجوم ، وفي مصر الأمر أدهى وأمر وخصوصا في شرم الشيخ حيث الدعارة المرخصة والتي ترعاها منظمات صهيونية ، وفي المغرب العربي أصبحت هناك دعوات تطالب بشواطئ للعراة ، فقد انتقلو لمرحلة أعلى من الدعارة ، وفي الخليج أشكال جديدة للدعارة في المدارس والجامعات والبيوتات والمنتجعات والشاليهات والتجمعات العامة ، بل هناك أماكن يحظر على الأمن دخولها لأنها تعود لفلان وفلان ممن هم في السلطة ، وفي الأردن الوضع أكبر بكثير فالمنظمات الصهيونية التي تنشر الدعارة تنتقل منها إلى العالم العربي ... وحسبي الله ونعم الوكيل ..
اخوتي الأعزاء حبذا لو تناولنا في طرحنا ومناقشاتنا الأسباب التي أدت لظهور هذه الظاهرة وسبل محاربتها .. عسى نسلط مزيدا من الضوء حول هذه الظاهرة التي أطلق عليها .. عولمة البغاء في العالم العربي ..

أختي الفاضلة جازية شكرا للمداخلة المتميزة ..
سأبدأ من حيث انتهيت ..
كلا الجنسين مسؤولين و لكن المرأة بنسبة أكثر

قد نجد في أنفسنا حرج عندما نطلق الحكم من المسؤول ومن المتسبب ومن الضحية .. فلو أن الرجل هو المسؤول أو المجتمع أو العادات والتشدد .. لقلت لك .. لا يمكن الأخذ بمقولة ..
"" هذا ما جنيت على نفسي وما كان ليجنيه علي ابي "" .
بل كنت قلت : "" هذا ما جناه علي ابي وما كنت لأجنيه على نفسي "" .
وأكون بذلك قد أوجدت كل المبررات والمسوغات لتصرفاتي وسلوكياتي .. ونسيت أن : من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرح بميت إيلام .. والشات لا يهمها السلخ بعد الذبح .. كيف .. من مارست هذا السلوك المشين .. هي على يقين أنها تقوم بعمل مشين .. وتقدم عليه ويتحول إلى اعتياد وسلوك يومي لأن التي تفتح باب الشهوة على مصراعيه من الصعب ان تقوم بإغلاقه .