من اسباب انعدام الثقه بالنفس ؟؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم ..

قبل أن أبدأ بطرح رأيي .. أتوجه بالشكر لصاحبة الموضوع المتميزة / موج البحر .. متمنيا لها مزيدا من التألق في طروحاتها ..
المداخلون كانو متميزين جدا .. في تناول قضايا أراها حقيقة ملموسة ..
وقبل أن أبدأ بتناول أهم النقاط .. أتقدم وباسم جميع الأعضاء بالتحية للدكتورة هازار التي تشرفت بمداخلتها .. لها مني كل تقدير وأرجو أن تكون قلما رعافا ينزف فكرا وإبداعا متجددا ومتألقا دوما ان شاء الله .
سأبدأ من آخر مداخلة ..

- السيدة هازار : طرحت موضوعا يتعلق بالتراكم المعرفي والمسلكي .. وهو وجود مبادئ وقيم ثابتة في حياة اي شخص ، ثم الصدق .. نعم أختي العزيزة الصدق هو اساس أي معاملة .. لأنه مصدر الثقة .. والاحترام والتقدير
الثقة التي نجدها مهزوزة في نماذج كثيرة من البشر بسبب عدم المصداقية تكون أحيانا أداة لتهديم المجتمع .. كيف ؟؟ لنتصور مجتمعا انعدمت فيه ثقة الناس ببعضهم .. كيف ستكون المعاملة بينهم .. كيف سيكون سلوك الفرد تجاه المجتمع .. هل يمكننا أن نتصور حجم الكذب والاحتيال والخداع والسقطات الاجتماعية ..
من يهن يسهل الهوان عليه *** ما لجرح بميت إيلام >>> رحم الله المتنبي .
من هنا أقول : هل نستطيع ان نقول للشمس خففي من نورك لأنك مزعجة .. أو زيدي من نورك لأنك خافتة .. طبعا لا نستطيع .. السبب البديهي لأنها شمس.. وهكذا الصدق .. هو منجاه لأنه صدق .. ولأن جبلة الانسان مركبة على ثنائيات متناقضة.. فإن الصدق إن لم يكن سلوكا في حياته اليومية سيكون الكذب هو البديل

مجددا أشكر الأخت شموخ الكبرياء على طرحها المتميز .. ومتابعاتها المتميزة ..
قضية : النقد الهدام و التوبيخ أو التقريع أمام الناس .. هي قضية حساسة .. ولها انعكاسات خطيرةعلى الفرد وعلى المجتمع .. وخصوصا على الجيل الناشئ .. لأنها تتعلق بأدبيات التربية .. ولأنها انعكاس لسلوك الفرد .. فهي أيضا تندرج تحت باب التراكم المعرفي والمسلكي .. من المعترف عليه أن يكون النقد بناءً أي هدفه تقويم الاعوجاج والانحراف ، لكن أصبح النقد في أغلبه هذه الأيام لإظهار ذات الناقد وللهدم .. فيغدو النقد هداما يتلقف السقطات .
وانعدام الثقة من مسبباتها النقد الجارح أمام الملأ .. لأنها تترك جرحا عميقا في النفس يدفع الفرد لعدم الجرأة على طرح أي موضوع وعدم المساهمة في اي فكر أو رأي حتى لو كانت النتائج مضمونة وإيجابية .. والندبة التي تحدثت عنها السيدة شموخ ناتجة عن جرح بليغ لم ولن يقو الزمان على محوه .. حقا تشبيه رائع : النقد الجارح يترك ندبة في سلوك الفرد تتحول فيما بعد لعقدة نفسية تؤثر في ثقة الفرد في نفسه وفيمن هم حوله .

الثقة بالنفس شيء مكتسب مع الزمن ، يساهم في تقويتها و تدعيمها المحيط الخارجي ..

شكرا للأخت العزيزة المواطنة العربية الاصيلة .. تميز بالطرح ..
نقطة هامة جدا .. المحيط الخارجي يلعب دورا بالغ الاهمية في صقل وتهذيب النفس البشرية .. لذلك نقول أن السلوك البشري بشقيه الأيجابي والسلبي هو فعل تراكمي مبني على قناعات مكتسبة ، والعادات والتقاليد لهاأثر واضح في التأثير بالمحيط الذي بدوره يؤثر على الفرد مباشرة .. وأي مجتمعل كي يكون بنيانه سليم فإنه لابد وأن يهتم بالقواعد ، حيث النشأة هي الأساس وهي من يتأثر بالبيئة المحيطة أكثر من غيرها فتتولد القناعات منذ الصغر وتتراكم لتشكل معتقدا او توجها فكريا أو مسلكيا .. وهي في النهاية لها أثر واضح على الثقة والمصداقية

"الثقة بالنفس هي أن يحسن المرء حسن تقدير قدراته الشخصية دون مبالغة و إلا أصبحت اعتدادا و غرورا و هذا شيء غير محبّذ" .

هنا قد أخالفك الرأي قليلا سيدتي العربية .. الثقة بالنفس تكون مكتسبة إذا ما اقترنت بالمعرفة .. لأن المعرفة تبنى ايضا بشكل تراكمي ومكتسب .. والجرأة في تناول القضايا ومناقشتها هو لأن الثقة بالقدرة على ذلك موجودة هذه الثقة أيضا هي انعكاس للمادة العلمية والمعرفية المتراكمةوالمكتسبة .
من هنا لابد من التمييز بين من يتحدث من دون معرفة بمكونات الموضوع المطروح للجدال وبين من يعي ما يقول ويملك الأدلة والبراهين ، وشتان بين هذا وذاك .

" الجرأة أحيانا تكون من علامات الثقة بالنفس دون الإفراط فيها و إلا أصبحت وقاحة و بالتالي لا تكون دليلا على قوة الشخصية أو الثقة بالنفس" .
طرح جميل .. الثقة بالنفس تدفع للتواضع في مواجهة الغير .. فالاقناع واكتساب احترام الآخرين يتطلب شروط من اهمها الثقة بما يقدم من مادة علمية ومعرفية والتواضع والهدوء في الطرح ,, عندها ستكون الأبواب أمام الإقناع مفتوحة على مصراعيها .

شكرا مجددا سيدتي العربية لما تقدمينه من طرح جميل ومتألق كتألق الشمس في كبد السماء .

شكرا لمرورك أخي العزيز اليماني .. لك مني كل تحية وتقدير ..

التوبيخ والتقريع أمام الملأ له آثار بعيدة الأمد على شخصية الطفل .. فهي انتهاك صارخ لكل مبدأ تربوي لا يعقل أن يلجأ الآباء لإهانة الطفل وخصوصا في فترة البلوغ أمام الملأ لأنه تدمير حقيقي لمشروع الانسان الفاعل .. ومع كل أسف هذه الظاهرة متفشية في مجتمعاتنا العربية .. والسبب في ذلك هو الجهل بالعواقب وضغوط الحياة .. قد يقول أحدنا لماذا لا نعتبر ذلك من أساليب التربية .. جميعنا تعرض للضرب والشتم من الآباء ومع ذلك لم نصب بعقد فلويد ولا هم يحزنون .. حسنا سأقول .. إن التركيب الوظيفي والسايكولوجي للطفل مبني على الخجل حتى يتجاوز مرحلة البلوغ وتكوين الشخصية .. فإذا كانت النشأة مبنية على صراع وجدال عقيم حول قضايا الصح والصواب فإن المفاهيم ستصاب بتشوه حقيقي وانعكاساتها ستظهر لاحقا في تربيته لأبنائه لاحقا ..وستنتقل وبشكل فطري القسوة ولاكن بشكل أعنف من جيل إلى جيل
لذلك يفضل أن يكون التفاهم سيدا بين الأب وأولاده لأنه بمثابة تصحيح وترميم لتشوهات فكرية ومعرفية مكتسبة من المحيط .. وهو أيضا بناء لمعتقدات ستتراكم مع مرور الزمن وتنتقل فطريا للاجيال اللاحقة .

مجددا أشكر صاحبة الموضوع المتميز موج البحر .. وأتمنى أن تحافظي على سيلان الفكر المبدع كي نتنعم بكل ما هو جميل ومفيد ...
الموضوع شيق ويستحق التمعن والتدبر .. وسأقف عند نقطة مهمة هي :
" احساسك بانك ضعيف ولايمكن ان تقدم شى امام الاخرين وتشعر بان ذاتك لاشىء يميزهاوغالبا من يعانى هذا التفكير الهدام يرى نفسه انسان حقير" .
متى يشعر الفرد بهذا الشعور .. هل هو شعور ينمو معه ليبلغ مبلغا عظيما فيه .. أم أنه مرض نفسي .. من يعمل على زرع هذا الشعور ؟؟ وهل حقا يشعر الفرد بهذا الشعور ..
وكي نتجنب الحديث في الفلسفة .. سأحاول طرح وجهة نظري بشكل مبسط ..
هناك مصطلح << النمو المضطرب للشخصية >> ومفاده أن الفرد الذي يدرك أنه لا يملك القدرة على الاقناع نظرا لعدم وجود معرفة في أي قضية سيصل إلى قناعة أنه تافه ومهزوز وحقير .. وستتكرس بداخله هذه القضية وتنعكس على سلوكه ومعرفته بشكل عام .. فيظهر شخص مهزوز غير مقنع متردد مضطرب ..
إذا يمكن أن ندرس سلوك الفرد من جهة ( وأقصد الأداء ) ومن جهة أخرى ندرس نفسية الفرد لنعرف مدى تأثرها وتأثيرها في السلوك ..فالعلاقة متعدية هنا.
ردا على التساؤلات التي طرحتها أقول .. الموضوع مرتبط برمته بقضية الثقة بالنفس ، وتتأثر بالوسط المحيط .. وتتبادل معه تيار الآراء وردات الافعال وأي شعور هو نتيجة لما توصل إليه الفرد من وجهات النظر المتراكمة في فكره من محيطه .
الشعور بالإحباط والعجز، ضعف العزيمة وعدم القدرة على تحمل المسؤوليات ، التردد وعدم القدرة على إتخاذ القرارات ، الهروب من مواجهة المشاكل وحلها ،التمركز حول الذات، فتور النشاط الاجتماعي ، الاعتماد على الغير وغيرها من الأمراض النفسية الخطيرة هي بمجملها انعكاس لثقة الفرد بنفسه وجميعها تسبب النمو المضطرب للشخصية .. وتنعكس على مسيرة الفرد الشخصية والاجتماعية