اللاعنف .. شعرة قصمت ظهر العرب .. الجزأ الأول
صفحة 1 من اصل 1
اللاعنف .. شعرة قصمت ظهر العرب .. الجزأ الأول
تتناول وسائل الإعلام بين الحين والآخر قضايا في ظاهرها إصلاح وإرشاد لكنها في الحقيقة ذات طابع مغاير تماما لظاهرها .. فهذه العين لذاك الرأس !!
فلو خيرت أن تقوم بتركيب مجموعة من العيون ذات الألوان المختلفة الخضراء والزرقاء والعسلية والبنية والسوداء وتضعها في مجموعة من الرؤوس التي تعرف منشأها .. هل تتجرأ وتمتلك القدرة على اختيار العين الزرقاء لتضعها في هذا الرأس العربي .. أم أنك ستفضل اختيار العين السوداء ؟
العنف في الفكر العربي هل هو متأصل فيه منذ النشأة أم أنه مكتسب من الوسط والواقع ؟
هذا التساؤل لو أمعنا الفكر فيه لوجدناه ينطوي على بعدين .. بعد ظاهري وآخر باطني ..
ظاهريا .. لا يخفى على أحد أن العرب ونظرا لظروفهم الصعبة لم يعودوا دعاة حروب بل لم تعد الحرب وسيلتهم لاسترجاع حقوقهم المستلبة لأنهم لا يملكون مقومات الحروب ..
باطنيا .. الإنسان العربي يبحث عن تطبيق فلسفة الجهاد من أجل استعادة الحقوق والكرامة والعرض والأرض .. بل إعادة الإرث المفقود
وبين الظاهر والباطن ضاعت الآمال .. وتمزقت التطلعات .. وتشوهت الأفكار والطروحات .. وانعدمت الآراء السديدة .. وانطوى كل على ذاته ..
سنتحدث اليوم بصوت مرتفع عله يصل فكرنا للآذان الصماء ..
ما هو المطلوب من الإنسان العربي ؟؟ والمسلم ؟؟
أن تكون حملا وديعاً هذا هو المطلوب ولكن كيف يتحقق هذا التصور .. وأنت ترى الثعالب من حولك تحاول نهش جسدك ؟ بمعنى آخر كيف تثبت للعالم بأسره أنك كمسلم تحمل رسالة السلام وتلوح بشجرة الزيتون من جهة - حيث لم يعد الغصن مرئي للجميع - ، ومن جهة تحمل بندقية تدافع بها عن نفسك - علما أن البندقية في هذا الزمن لم تعد تفي برحلات الصيد - ؟
هل ترى ان النضال السلمي هو السبيل الحقيقي لاستعادة الحقوق ؟ وهل للسياسة دور في استرجاع الأراضي المغتصبة والمنتهكة ؟ هل هناك فرق بين شهداء الكلمة والعقيدة والسلاح ؟
كثيرة هي التساؤلات .. وكثيرة هي الأجوبة التي ربما لن تعجب الكثيرين ذلك كونها ذات طابع عدائي متشدد أو ربما لأنها تحمل لونا أحمرا داكنا في طياتها .. فما الذي يجعل النزيف مزمنا والجرح غائرا ؟
يقول الرسول العظيم محمد ( ص ) : الجهاد ماض إلى يوم القيامة لا يمنعه عدل عادل ولا جور جائر .. أو كما ورد .
لماذا بدأت بهذا الحديث .. لكي أوجه هذا النقاش في طريقه الصحيح فلم يكن الدين يوما دين دروشة أو طقوسا للاعتكاف .. والاعتزال .. والسلم .
إذا في تركيبتنا العقيدية الجهاد له منزلة رئيسية في تكوين معتقدنا ذلك لأن الدين بني في أسسه على فلسفة الجهاد ، وهذا الأمر ليس فيه ما يشينه أو يعيبه .. فهل سمع أحد منا أن أمة قامت دون ان تعتد بقوتها وبأسها ؟؟ هل سمعنا من قبل عن دولة لم تحتفل بأمجادها وتاريخها وبطولاتها ؟ ألم نقرأ عن ملاحم الأمم وبطولاتها المسطرة بالتاريخ ؟؟ ألم نسمع بملحمة جلجامش البابلية والأوديسا والإنيادة الرومانية والمهابهارتا والرامايانا الهندية ، ألم نقرأ عن حصان طروادة ، ألم نقرأ تاريخ الثورة الفرنسية والكوبية .. ؟؟؟
هذا هو التاريخ .. التاريخ الذي يحاول الكثيرون إبعاده عنا كي نبقى كالقطط المغمضة تبحث عن وعاء الحليب فيحن عليها من يحن ويشفق عليها من يشفق .. ثم هل كان الجهاد في يوم من الأيام أداة إرهاب للناس واعتداء عليهم أم أنه كان وسيلة لاستعادة الحقوق وإزاحة كل ما يقف في وجه نشر الدعوة ..
يقول أحد كبار دعاة الفكر الحداثي في أوروبا .. غوستاف لوبون .. في كتابه الأبطال وعبادة البطولة .. إن اتهام النبي محمد أنه استخدم الجهاد لنشر الدعوة بالسيف هو كلام باطل ومغلوط بل هو سخف غير مفهوم ، فمن تبعه في عقيدته وهم كثر لم يكرههم أحد على جهاد من لم يتبنوا فكرة الإسلام ..
وهنا أستشهد بكلام غوستاف لأقول أن الإسلام كفلسفة لم تنتشر بحد السيف بل بالإقناع حيث احتوى الإسلام على كثير من القيم السامية والمثل العليا ، فكان العنف أكثر الأمور غيابا عن موضوع نشر الدعوة ، وبالتالي من يدعي ان الاسلام انتشر بحد السيف يكون قد وضع نفسه موضع مغالطة تاريخية كبيرة وأجبر نفسه أن يكون في صف الطابور الخامس الذي يبحث عن مزيد من تمزيق الصف العربي والإسلامي خدمة لأهداف أعداء الإسلام ..
والنقطة الاهم في هذا الجانب أننا لو حاولنا تلمس أثر الاحتلال الاسلامي ( كما يدعوه الغرب ) على الدول التي دخلها .. وأثر الاحتلال الغربي على الدول الإسلامية لوجدنا فرقا كبيرا جدا ، حيث ان الاسلام حيثما حل ظهرت الحضارة والرقي بينما حيثما حل الاستعمار الغربي كان الدمار والفقر والتمزق والطائفية ، فهل يعقل أن نقارن بين الفتوحات الاسلامية وبين الحروب الصليبية .. أو الاستيطان الصهيوني أو الاحتلال الفرنسي لكثير من الدول الافريقية والانتداب البريطاني .
فلو خيرت أن تقوم بتركيب مجموعة من العيون ذات الألوان المختلفة الخضراء والزرقاء والعسلية والبنية والسوداء وتضعها في مجموعة من الرؤوس التي تعرف منشأها .. هل تتجرأ وتمتلك القدرة على اختيار العين الزرقاء لتضعها في هذا الرأس العربي .. أم أنك ستفضل اختيار العين السوداء ؟
العنف في الفكر العربي هل هو متأصل فيه منذ النشأة أم أنه مكتسب من الوسط والواقع ؟
هذا التساؤل لو أمعنا الفكر فيه لوجدناه ينطوي على بعدين .. بعد ظاهري وآخر باطني ..
ظاهريا .. لا يخفى على أحد أن العرب ونظرا لظروفهم الصعبة لم يعودوا دعاة حروب بل لم تعد الحرب وسيلتهم لاسترجاع حقوقهم المستلبة لأنهم لا يملكون مقومات الحروب ..
باطنيا .. الإنسان العربي يبحث عن تطبيق فلسفة الجهاد من أجل استعادة الحقوق والكرامة والعرض والأرض .. بل إعادة الإرث المفقود
وبين الظاهر والباطن ضاعت الآمال .. وتمزقت التطلعات .. وتشوهت الأفكار والطروحات .. وانعدمت الآراء السديدة .. وانطوى كل على ذاته ..
سنتحدث اليوم بصوت مرتفع عله يصل فكرنا للآذان الصماء ..
ما هو المطلوب من الإنسان العربي ؟؟ والمسلم ؟؟
أن تكون حملا وديعاً هذا هو المطلوب ولكن كيف يتحقق هذا التصور .. وأنت ترى الثعالب من حولك تحاول نهش جسدك ؟ بمعنى آخر كيف تثبت للعالم بأسره أنك كمسلم تحمل رسالة السلام وتلوح بشجرة الزيتون من جهة - حيث لم يعد الغصن مرئي للجميع - ، ومن جهة تحمل بندقية تدافع بها عن نفسك - علما أن البندقية في هذا الزمن لم تعد تفي برحلات الصيد - ؟
هل ترى ان النضال السلمي هو السبيل الحقيقي لاستعادة الحقوق ؟ وهل للسياسة دور في استرجاع الأراضي المغتصبة والمنتهكة ؟ هل هناك فرق بين شهداء الكلمة والعقيدة والسلاح ؟
كثيرة هي التساؤلات .. وكثيرة هي الأجوبة التي ربما لن تعجب الكثيرين ذلك كونها ذات طابع عدائي متشدد أو ربما لأنها تحمل لونا أحمرا داكنا في طياتها .. فما الذي يجعل النزيف مزمنا والجرح غائرا ؟
يقول الرسول العظيم محمد ( ص ) : الجهاد ماض إلى يوم القيامة لا يمنعه عدل عادل ولا جور جائر .. أو كما ورد .
لماذا بدأت بهذا الحديث .. لكي أوجه هذا النقاش في طريقه الصحيح فلم يكن الدين يوما دين دروشة أو طقوسا للاعتكاف .. والاعتزال .. والسلم .
إذا في تركيبتنا العقيدية الجهاد له منزلة رئيسية في تكوين معتقدنا ذلك لأن الدين بني في أسسه على فلسفة الجهاد ، وهذا الأمر ليس فيه ما يشينه أو يعيبه .. فهل سمع أحد منا أن أمة قامت دون ان تعتد بقوتها وبأسها ؟؟ هل سمعنا من قبل عن دولة لم تحتفل بأمجادها وتاريخها وبطولاتها ؟ ألم نقرأ عن ملاحم الأمم وبطولاتها المسطرة بالتاريخ ؟؟ ألم نسمع بملحمة جلجامش البابلية والأوديسا والإنيادة الرومانية والمهابهارتا والرامايانا الهندية ، ألم نقرأ عن حصان طروادة ، ألم نقرأ تاريخ الثورة الفرنسية والكوبية .. ؟؟؟
هذا هو التاريخ .. التاريخ الذي يحاول الكثيرون إبعاده عنا كي نبقى كالقطط المغمضة تبحث عن وعاء الحليب فيحن عليها من يحن ويشفق عليها من يشفق .. ثم هل كان الجهاد في يوم من الأيام أداة إرهاب للناس واعتداء عليهم أم أنه كان وسيلة لاستعادة الحقوق وإزاحة كل ما يقف في وجه نشر الدعوة ..
يقول أحد كبار دعاة الفكر الحداثي في أوروبا .. غوستاف لوبون .. في كتابه الأبطال وعبادة البطولة .. إن اتهام النبي محمد أنه استخدم الجهاد لنشر الدعوة بالسيف هو كلام باطل ومغلوط بل هو سخف غير مفهوم ، فمن تبعه في عقيدته وهم كثر لم يكرههم أحد على جهاد من لم يتبنوا فكرة الإسلام ..
وهنا أستشهد بكلام غوستاف لأقول أن الإسلام كفلسفة لم تنتشر بحد السيف بل بالإقناع حيث احتوى الإسلام على كثير من القيم السامية والمثل العليا ، فكان العنف أكثر الأمور غيابا عن موضوع نشر الدعوة ، وبالتالي من يدعي ان الاسلام انتشر بحد السيف يكون قد وضع نفسه موضع مغالطة تاريخية كبيرة وأجبر نفسه أن يكون في صف الطابور الخامس الذي يبحث عن مزيد من تمزيق الصف العربي والإسلامي خدمة لأهداف أعداء الإسلام ..
والنقطة الاهم في هذا الجانب أننا لو حاولنا تلمس أثر الاحتلال الاسلامي ( كما يدعوه الغرب ) على الدول التي دخلها .. وأثر الاحتلال الغربي على الدول الإسلامية لوجدنا فرقا كبيرا جدا ، حيث ان الاسلام حيثما حل ظهرت الحضارة والرقي بينما حيثما حل الاستعمار الغربي كان الدمار والفقر والتمزق والطائفية ، فهل يعقل أن نقارن بين الفتوحات الاسلامية وبين الحروب الصليبية .. أو الاستيطان الصهيوني أو الاحتلال الفرنسي لكثير من الدول الافريقية والانتداب البريطاني .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى