كيف يمكننا أن ننزع صفة الارهاب عن الاسلام ..

عودا محمودا أخي اليماني ,, اشتقنا لمداخلاتك المتميزة .. ها قد هبت رياح الذكريات الجميلة من الجزائر .. وعادت السفن لشواطئها..
لا يختلف اثنان في أن الارهاب هو الجهاد بعينه ولكن بشيء من التحوير .. فالجهاد عند المسلمين لم يكن الغرب قادرا على تفسيره بما يتناسب مع فلسفته إلا بالارهاب .. لأنه بالمعنى العربي جهاد النفس والمال ضد كل من يقف في وجه الظلم والعدوان والاضطهاد ويحتل الأرض ويقتل في المسلمين الأبرياء ويعيث في الأرض فسادا .. محاربة هؤلاء .. هو الجهاد .. من نظرنا وهو إرهاب من نظرهم ..
الآن لننتقل للمشهد الثاني الذي فيه الحبكة والمغزى ..
منذ سنين والعرب يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم في فلسطين في لبنان في السودان في الشيشان في أفغانستان في كل شبر يطل فيه دم مسلم الشعب بأكمله وبسواده يقف صفا واحدا من مسألة الجهاد المقدس ضد العدو سواء كان الصهيوني او الغربي او السوفييتي .. ولم يكن أمام خفافيش البيت الأسود إلا أن بدأوا بالتفكير الاستراتيجي الذي يستحقون عليه شهادات تقدير وثناء .. حولو الصراع من صراع ضد هدف إلى صراع ضد طواحين الهواء .. اختلقوا عدوا وهميا .. ثم قامو بتغذية العقلية العربية والعالمية بفكرة إن ما يجري هو إرهاب هو حرب ضد السلم العالمي .. وضخوا أموالا طائلة وسخروا أقلاما منافقة وأسسوا لمرحلة جديده مرحلة إما ان تكون معنا وإما أنك مع الإرهاب .. والكرة في ملعب القوي الذي يملك كل مسببات القوة .. فما كان إلا أن انصاع العالم بأسره لهذه المعادلة .. إما أنك مع الإرهاب وإما أنك معنا ..
تتمة المشهد .. كان لابد من تحويل العالم لساحة صراع حقيقي .. لا بد من وجود الدماء التي تعبء النفوس وتملأ القلوب بالكره والحقد ضد العدو المرتقب .. الوهمي .. الذي سيتحول في ليلة وضحاها لعدو حقيقي .. هو عدو الليبيرالية والديمقراطية والتحرر .. وكان أن أوجدت قوى النفوذ العالمي بيئة متميزة لتنفيذ أهدافها .. خلقت شخصيات معظمها وهمية وشخصيات ألصقت بها صفة الإرهاب وراحت تسخر الرأي العام العالمي لمحاربته .. وبدأت مشاهد الدماء تملأ الشاشات والميديا بشكل عام .. وفي كل مرة يكون الطرف الذي يتبنى الارهاب هو الاسلام .. وأصبحت الصورة واضحة الاسلام هو الارهاب .. ولكن لكي لا نخسر حليفا استراتيجيا هو مصدر ثرواتنا كلها .. فإننا سنتكلم عن نوعين من الاسلام .. الاسلام العصري الذي ينبذ ويرفض فكرة العداء ويقبل بفكرة السلام الشامل والعادل وينادي فيه , والاسلام المتشدد الذي يبحث عن المشاكل ويصعد من وتيرة الصراع فيخلق بؤر توتر عالمية ..
ثم توجهت الانظار في الزريبة السوداء لجعل العدو الوهمي حقيقي .. فكان أن تم تقسيم المعسكر العالمي إلى قطبين محور الخير ومحور الشر .. وتم ذلك بالاتفاق مع دولة بعينها لتقود هذا التقسيم هي إيران .. نعم إيران الحليف الاستراتيجي لامريكا في الشرق الأوسط هي سيدة محور الشر .. تتحالف وتخطط لتعيد بناء أمجاد دولة فارس .. فتنتقم من الاسلام الحقيقي النقي الصحيح وتكون سيدة في منطقة الخليج .. هدف منشود ورد اعتبار لمملكة زالت على يد العرب ..
نعم واكتملت الصورة .. تكالبت علينا الامم كما تتهافت الأكلة على قصعتها .. وأي قصعة تلك التي جمعت حولنا كل أشكال الحيوانات الضارية .. فالصهاينة من جهة .. والمتعصبين البروتستانت المتصهينين من جهة والغرب من جهة والفرس من جهة .. وربما غدا يلحق بهم العرق الأصفر ويليه العرق الأسود .. هم يتقدمون ويتحدون في ضعفنا ونحن نتقهقر ونضعف بتمزقنا وابتعادنا عن الرسالة المحمدية والتعاليم الإلهية ..
هل هذا هو قدرنا .. لا أظن ذلك .. فهذا ما جنيته على نفسي وما كان ليجنيه علي ابي .