إنما الأعمال بالخواتيم

بسم الله الرحمن الرحيم ..

لن أكون اعتياديا في طرحي .. وهذا ما ارجوكم عليه ..
بعث الله الإنسان موحدا له وعابدا له ومبشرا بتعاليمه .. ومنحه نعمة العقل ليكون خير رسول لعموم البرية ..
كان ثريا ثراء ما بعده ثراء .. وعند دنو الصلوات كان يتقدم أول الناس ليعلن ميقات الصلاة .. فيؤذن .. ويصدح صوته معلنا نداء التوحيد .. وفي يوم من الايام شاءت مشيئة الله أن تعلن دنو أجله ، كان مستلقيا في فراشه ينازع اللحظات الأخيرة ، فقد حُرم الأذانَ مُكرَهاً ، وهو يقول يا رب أي ذنب ارتكبته لأتوب منه .. يا رب لا تحرمني بذنوبي من هذا الأذان الذي تعلق به قلبي .. وعند صلاة العصر كان عديم الحركة فالسَقَمُ أكل جسده .. سمع نداء الله أكبر وهو في فراشه لأول مرة يسمع النداء وهو في فراشه .. فقال : يا رب لا تحرمني هذه النعمة يا رب أعني .. يا غوثاه اغثني .. راحت عيناه تتضرج بالدموع ، ويحي كأنها دم يتحدر من جرح نازف في سبيل الله .. لكنه قاوم الموت وتجرأ ليقف أمام النافذة ، ويبدأ بالأذان .. داخل غرفته .. وبمجرد أن ختم الأذان بعبارة : لا إله إلا الله .. ارتقى إلى مالك الملك ، سقط مجددا على الفراس ، أسرع اليه أولاده فوجوا روحه قد انتقلت إلى باريها .. وقبضت روحه .. فيا لها من خواتيم ..
هكذا قبضه الله .. هكذا سيحشر أمام الله .. وأنت كيف ستحشر أمام الله ؟
حين تتلقفك الأيدي وأنت في هذا الصندوق المسمر من كل جانب ، وتلحظ العيون وهي تكاد تنفجر من البكاء .. ما تراك أنت فاعل .. هل عملت لهذا اليوم .. ستحصد ما جنيت فلا تجعل زرعك في مهب الريح ، واعمل لآخرتك فإنه لن ينفعك مالك وسلطتك وحكمك ولا ولدك ولا زوجك .. فكلٌ يومها سيقول نفسي نفسي .

حسبي الله ونعم الوكيل ..

وشكرا للداعية والشيخ الفاضل محمد حسان الذي أبكاني بما قاله من كلمات حاولت أن اخطها اعلاه عساها تصل إلى أفئدة من أحب فيغفر الله لهم ويسكن الراحة والطمأنينة قلوبهم .. اللهم احشرني معه ومع الصحابة ومع الرسول الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه .